دراسة نقديّة لرواية “هنا ترقد الغاوية” قدّمتها د.ميّادة أنور الصعيدي ونشرتها مجلة دراسات معاصرة، وهي مجلة دولية علمية محكّمة نصف سنوية تصدر عن مخبر الدراسات النقدية و الأدبية المعاصرة بالمركز الجامعي تيسمسيلت – الجزائر تهتم بالدراسات اللغوية و الأدبية و النقدية
الملخّص:
لكلّ إنسان ذكريات سارّة وأخرى مؤلمة تربطه بالماضي؛ فكثيرًا ما يسترجعها بخياله، ويتمنّى لو أنّها تعاد؛ كي يستمتع باللّحظات الجميلة التي جمعته بمن تربطه بهم علاقة حميميّة، أو أن يتصرّف بشكلٍ أفضل ممّا فعل في الأحداث المؤلمة واللّحظات الصّعبة التي مرّ بها سالفًا؛ وعليه فقد تبيّن أنّ الدّافع الحقيقيّ وراء النوستالجيا هو تألّم الشّخصيّة وشعورها بالتّوتّر والغربة جرّاء ماضٍ مفرح مفعّم بالذّكريات الحميميّة. وحاضر سيء لا يُلبّي رغباته؛ لذا فهو ساخطٌ عليه، متبرّمٌ منه. ومن هنا فإنّ الدراسة الحاليّة تهدف إلى التّعرّف على “النوستالجيا” ودوافعها، وتجلّياتها في الرواية العربيّة المعاصرة، مع اتّخاذ رواية “هنا ترقد الغاوية” للروائيّ اللّبنانيّ: محمّد إقبال حرب أنموذجًا.
الكلمات المفتاحيّة: {النوستالجيا، رواية “هنا ترقد الغاوية”، الحنين، الصّراع، الزمكان”
Abstract:
Everyone has pleasant and painful memories that connect him to the past. He often recalls it in his imagination, and wishes it could be returned. To enjoy the beautiful moments that he has gathered with the one with whom he has an intimate relationship, or to act better than he did in the painful events and difficult moments which he experienced before; Accordingly, it turned out that the real motive behind the nostalgia is the personal pain and feelings of tension and alienation, the reward of a happy past full of intimate memories. and a bad present that does not fulfill his desires; So he is indignant at him, dissatisfied with him. Hence, the current study aims to identify “nostalgia” and its motives, and its manifestations in the Arabic novel, by taking the novel “Here lies the seductiveness” of the Lebanese novelist: Muhammad Iqbal Harb as a model.
Keywords:
“Nostalgia, the novel “Here lies the seductiveness”, nostalgia, conflict, space-time”
تقديم:
اعتبرت النوستالجيا في بداية الأمر مرضًا نفسيًّا يصيب الإنسان؛ كونها ترافق الاضطرابات النّفسيّة التي يشعر بها كالحزن والاكتئاب واختلال التّوازن الذّاتيّ؛ خاصّة عندما يقوم باسترجاع الذّكريات الماضويّة، ويطّلع على متعلّقاتها كالرسائل وصور الأصدقاء. ومع تطوّرات العصر وما رافقها من انفتاح على العالم، وحاجة الإنسان للسّفر، واضطّراره للاغتراب؛ اتّسع مفهوم النوستالجيا وأصبح يتجاوز الاضطّرابات النّفسيّة إلى أشكال تعبيريّة واضحة في مجالات: الفكر والفلسفة والأدب.
ولقد عبّر الكثير من الروائيين المعاصرين عن النوستالجيا من خلال تصويرهم حالات: الفَقْد، والحرمان، والحنين والشوق التي تصيب شخصيّات رواياتهم عند محاولة تأبين ذكرياتهم، واسترجاع رسائلهم المخبّأة من أرشيف ماضيهم. كما قام الروائيّون بتوظيف تقنيّات سرديّة خاصّة تتعلّق بالشّخصيّة النوستالجيّة. مثل: المونولوغ الدّاخليّ، والصّراع مع الزّمان والمكان، مع انتقاء الشّخصيّات التي تعمّق الإحساس بالنوستالجيا: كالجدّة، والحكّاءة. واختيار الأمكنة التي تتعلّق بحميميّة الذّكريات: كبيت العائلة، والوطن الأصليّ، وحارة الحبيبة.
النوستالجيا (الاحتفاء بالماضي؛ للبقاء على قيد الطّفولة والنّقاء)
كلمة “نوستالجيا” أصلها يونانيّ تحمل معنى العودة إلى: “البيت، الوطن، مسقط الرأس الديـار” بعد طول غياب، والألم الذي يسببه هذا الغياب. واعتبرت النوستالجيا لعـدّة قـرون حـالـةً طبّيّـةً يمكن أن تؤدّي إلى الموت في بعض الأحيان وتنتج عن الحنين الشديد إلى الماضي، ولقد رأى “سيغموند فرويد في دراسته The Uncanny أن الكلمة الألمانيّة الأقرب إلى النوستالجيا هي “Heimweh” وتحمل معنيين: الموطـن والأم مـن ناحية، وحالة الغثيان الناتجـة عـن الغياب عن المنزل والتوّاقة له في نفس الوقت من ناحيةٍ أخرى. يرتبط المصطلح أيضًا بكلمة “Heimlich” أي “السرّي” و “الغريب” [Unheimlich, Uncanny]، والذي يستخدمه فرويد في الإشارة إلى آليات الكبت النفسيّة2“. تلك الآليات التي يُحرّكها الحنين للماضي؛ وبذا يُمكن اعتبار النوستالجيا دافع نفسيّ لتعويض المفقود بعد الاصطدام بحقيقة أن المفقود غير قابل للاسترجاع.
لكلّ إنسان ذكريات سارّة وأخرى مؤلمة تربطه بالماضي؛ فكثيرًا ما يسترجعها بخياله، ويتمنّى لو أنّها تعاد؛ كي يستمتع باللّحظات الجميلة التي جمعته بمن تربطه به علاقة حميميّة، أو أن يتصرّف بشكلٍ أفضل ممّا فعل في الأحداث المؤلمة واللّحظات الصّعبة التي مرّ بها سالفًا. لذا فإنّ كثيرًا من شركات إنتاج الأفلام السّينمائيّة، والإعلانات التّلفزيونيّة، ومستخدمي السوشيال ميديا هذه الأيّام يوظّفون النوستالجيا للّعب على الوتر الحسّاس؛ إذ يستخدمونها كأداةٍ مؤثّرةٍ على ذهن المتابعين ومشاعرهم؛ ممّا يساهم في تسويق إعلاناتهم بشكلٍ فعّال ومربح في الوقت نفسه. ودليل ذلك هو إعلان شركة الاتصالات المصريّة “فودافون” في رمضان عام 2021م؛ عندما ربطت خدماتها وما تقدّمه للشّعب المصريّ بذكريات جميلة أثّرت بها على مشاعر المتابعين وانفعالاتهم بشكلٍ قويّ ومُجديّ؛ فقد ظهرت في إعلانها الفنّانة “شريهان” أيقونة الفوازير الرمضانيّة بعد غياب دام لأعوامٍ عديدةٍ. وعليه فإنّ العديد من الشركات الإعلانيّة قامت “بإحياء الإنتاج الفني والإعلاني للأجيال السابقة من خلال توظيف شخصيات ومفردات وأحداث من الماضي وتقديمها بلمسة عصرية تعكس الحياة التي نعيشها اليوم3“.
يلعب الحنين إلى الماضي دورًا كبيرًا في التّأثير على عامّة النّاس، ليس فقط في وسائل الإعلام وإنّما في الأدب كذلك. ومن هنا فإنّ الرواية العربيّة المعاصرة قد وظّفت النوستالجيا لاستحضار استجابة عاطفيّة من المتلقّي تجاهها، وجذب انتباهه وتفاعله. لكن كيف يحدث الإحساس بالنوستالجيا لدى الروائيّ؟ وما هي دوافع توظيفها في الرواية العربيّة المعاصرة؟ وما هي تجلّيّاتها في رواية “هنا ترقد الغاوية” للروائيّ اللبنانيّ. محمّد إقبال حرب؟
إنّ الروائيّ حينما يُستثار في حاضره (كأن يؤثّر عليه موقف اجتماعيّ أو سياسيّ أو غير ذلك)؛ يلجأ إلى التوغل في الماضي بفعل الذاكرة. وعلى الرغم من وجود بعض الذكريات المنسية أو النّائية في مستودع العقل الباطنيّ، إلّا أنّها سرعان ما تقفز لسطح حاضره؛ فتحفّزه للكتابة والتّعبير عن ذلك؛ فكان لا بدّ من البحث عن أشكالٍ جديدةٍ تتبلور فيها سرعة الزّمن وتبدّل الحال، ويرصد من خلالها اضطّرابات الشّخصيّة الروائيّة التي تحاكي الشخصيّة الحقيقيّة، التي تفتقد لكلّ معاني الوحدة والانسجام مع العصر الحالي.
إنّ الحنين إلى الماضي يرتبط بأحداث وأشخاص وذكريات عايشها الأفراد في الواقع، وقد ترتبط بأغنية أو إيقاع أو فيلم أو مكان أو موقف معيّن، وكلّها تؤثّر على سلوك الإنسان عاطفيًّا؛ كونها تمسح الغبار عن تلك الصّور الحميميّة القديمة، وتسترجع شريط الذكريات الجميلة أو المؤلمة له، وتعيد بناء الماضي بالكيفيّة التي ارتآها.
احتلّت صور الماضي بنية السّرد المعاصر بما توثّقه من ذكرياتٍ تحمل في طيّاتها شوقًا لذيذًا وألمًا عميقًا على ما سلف. ويبدو أنّ اندفاع الروائيّ لبثّ عاطفة الحنين إلى الماضي في روايته؛ إيمانًا منه بمدى تأثيرها على الذّائقة العامّة للمتلقّيين وانفعالاتهم. ومن هنا فإنّ النوستالجيا شعورٌ له وظيفة إيجابيّة؛ إذ يُحسّن الحالة المزاجيّة للمتلقّي؛ لانتمائه للماضي بما فيه من أحداث، وشخصيّات، وأغانٍ، وأماكن؛ فالحالة المزاجيّة تتحسّن حينما نكون في الأماكن التي نحب، ومع الأشخاص الذين تربطنا بهم ذكرياتٍ حميميّة، وأحداث لا نملّ من استرجاعها في كلّ لقاءٍ يجمعنا بهم. وعليه فإنّ الخبراء قد أكّدوا أنّ النوستالجيا تعدّ آليّةً دفاعيّةً يستخدمها العقل لرفع المزاج وتحسين الحالة النفسيّة، خاصّة عندما تزخر بالملل والشعور بالوحدة، خاصة عند كبار السن. فعندما تشعر الشّخصيّة أنّ حياتها قد فقدت قيمتها وتغيرت إلى الأسوأ، يستحضر عقلها ذكريات الماضي الطيّبة بدفئها. وعليه فإن الذكريات تسّاهم بشكلٍ فعّال في مواجهة التحدّيّات الحاليّة. حيث إنّ النوستالجيا موردٌ نفسيٌّ يهبط فيه النّاس لاستعادة حياتهم، وهو أحد الطرق الناجحة لصد الاكتئاب والشعور بالحزن والألم4.
ومن أهم تجليّات النوستالجيا في رواية “هنا ترقد الغاوية”:
أوّلًا: الشوق والحنين إلى الماضي
إنّ الحنين هو الشّوق واللّهفة لكلّ عزيز على النفس قد بعُد عنها، وهو بذلك شعور داخليّ ينتج عن ألم يعانيه الإنسان نتيجة فقده أشياء عزيزة عليه؛ لذلك فإنّ الإحساس بالفقد والغربة من المشاعر التي ترافق الشوق والحنين إلى الماضي. ولقد ظهرت هذه المشاعر في شخصيّة “آدم” بطل رواية “هنا ترقد الغاوية” نتيجة غياب تلك العلاقات الحميميّة التي كان يتمتّع بها في ظلّ أبويه. يقول: “ما كاد يربط خيوط الماضي ليصنع منها طائرة من حلم يطير بها إلى عهد مضى حتى ارتسمت عند الأفق الذي غادره.. إنها تمسك به طفلا. بش لها وابتسم.. نظر إليها عبر الزمن . لكنها بدأت تكبر وتكبر … تشيخ وتهرم حتى بهتت نضارتها فيما تزداد عيناها بريقا ولمعائًا. ارتشف منها نظرات حانية، وخطف مشاعر بسمة خافتة.. رق قلبه5″. إنّ ذاكرة “آدم” تتّجه نحو قارعة طفولته التي مضت دونما نيّةً بالإياب، بينما وجوه أحبّته تخرج له مبتسمةً كأنهم لم يموتوا. فرغم أنّه فَقَدَ أمّه؛ إلّا أنّ ملامحها تظهر له جليّةً؛ لتمنحه المزيد من الحبّ، وتضفي عليه الكثير من الحنان الذي يفتقده.
ويُلحظ أنّ الروائيّ _في المقطع السابق_ قد وظّف المونولوغ الدّاخليّ الذي يعتمد على التّفكير الطويل المباشر؛ ليكون هدفه الحقيقيّ استحضار تدفّق غير منقطع من الأفكار التي تمرّ عبر كيان شخصيّاته6، وهنا يقوم بوصف الحالة التي تكون عليها الشّخصيّة، ومن ثمّ يترك لها حرّيّة الاسترسال في تداعي الذّكريات من خلال المونولوغ الداخليّ؛ ممّا يدفع المتلقّي لأن يُكثّف تركيزه في الصّوت الوحيد الذي يستدعي كلّ الأصوات الماضويّة المتشبّثة بالطفولة الغضّة، وبالتّاريخ العائليّ، وبالأحداث الحاسمة في حياته؛ وبذا فإنّ المونولوغ الدّاخليّ هنا قد تميّز “بخاصيّة بنيويّة تتمثّل في الأهميّة التي تكتسبها وظيفة أحدث واقعة تعود للذّاكرة إذ تؤدّي دور قادح يسمح لسيل من ذكريات ماض أبعد بأن ينبعث في الذّهن7“.
وقد تلجأ شخصيّات الرواية للعودة إلى الماضي، نتيجة استدعاء الذّكريات المتعلّقة بالطّفولة. يقول: “ومضات من الماضين تسطع في كلّ مكان تبعث في طيّات نسيانه حنينًا. صور الطّفولة تعبث في حاضره، هو وصابرين يلعبان.. يأكلان.. يضحكان ضحك براءة فأخذته نسمة من رأفة؛ فقال مخاطبًا نفسه: .. أختي وأحبّها..8“. ومن هنا فإنّ النّزوع المتأصّل إلى عالم الطّفولة هو الذي أتاح للمتلقّي شيئًا آخر وراء النّصّ، كنهٌ يحمل معنىً خفيًّا موحيًا، فهو الوهج الذي يتيح للوعي أن يستشفّ عالمًا خفيًّا، وهو إضاءة للوجود المعتم، واندفاع صوب الأصل، والبراءة والبساطة. إلى جانب الكشف عن حجم: اليباس في العلاقات الاجتماعيّة، والشظف العاطفيّ، والواقع المأساويّ، والشعور بالوحشة والاغتراب النّفسيّ الذي يشيع في عصرنا الحاليّ. ومن هنا فإنّ الرجوع إلى الماضي يتطلّب بالضّرورة استدعاء شخصيّاته وأحداثه وأمكنته. وعليه فإنّ حديث الشّخصيّة السابق يومئ إلى عاطفة الحنين التي تسيطر عليه؛ إذ تعصف بعالم “الذات الداخلي الذي تنهل منه عملية الإبداع رؤاها، وتتشكل من خلاله طرائق التعبير فيها، تشكيلًا لا منطقيًّا، غامضًا وثريًّا بالدلالات والإيحاءات الوجدانية9“. فكلّ إنسان مغترب خلفه حكايات منها ما يمكن أن تقال ومنها ما أخفاها الروائي؛ بغية زيادة التفاعل الوجداني بين النّص وشخصيّاته من جهة، وبين النّص ومتلقّيه من جهةٍ أخرى.
وعند الحديث عن الحنين لا يمكن الفصل بينه وبين الغربة، فكلاهما متلازمان تلازم الروح للجسد، فالغربة هي المسبب الرئيس للحنين، والحنين ظاهرة إنسانيّة وشعور أصيل في النفس البشريّة؛ إذ تحنّ لكلّ شيءٍ ترك فيها إحساساً جميلًا، حيث يعدّ الحنين من الدوافع الفطريّة عند الإنسان، فهو مرتبط بالشعور الإنسانيّ ووجوده. فهناك جدليّة بين اللّذّة والألم، كما بين الغربة والحنين، أو الحاضر والماضي، فأحد الحدّين متضمّن في الآخر. فالحنين يستدعي الغربة، والحاضر يستدعي الماضي، واللذّة تستدعي الألم10.
ثانيًا: الشعور بالاغتراب
يعدّ الشّعور بالاغتراب من أقسى فترات الحياة على المرء. وهو حالةٌ نفسيّة تصوّر مدى انعدام المغزى في واقع الحياة والإحباط، والشّعور بالتذمّر والعداء والعزلة11؛ لذا فإنّ الإنسان المغترب: هو الذي يشعر بعدم فاعليته وأهميّته في الحياة المحيطة، وقد يكون ذلك نتيجة لتلك الظروف الماديّة والأسباب الشخصيّة والعامّة المؤدّية للغربة والمعاناة والانفصال عن المجتمع12. يقول: “كان السور عبارة عن سلسلة من الصخور المتراصة.. كانت مسامها نتوءات حفرتها دموع ذكريات لبشر سكنوا إليها بأحزانهم.. بشوقهم. مهاجرون.. هربوا من حيث ضاقت بهم السبل في عالم شرقي هرم إلى غرب جذاب، مغر بقالبه، قاس بقلبه.. مع كل تنهيدة.. لتحفظ آهات المشتاق.. مع استرسال مشاعر حنينه واندفاع عواطفه الفياضة نحو شغاف قلب.. يخفق بالشوق.. بينما تنتشر ذكريات عهد قديم في خلاياه.. الرغبات سخية والدموع أسخى. دموع شوقه وحرقة أساه تنكأ من أعماقه صدى حياة غبرت، وحنين عاشق توارى. تبعث حياة في ماض لم ينس بعد . تصارعت رغبته في النسيان مع حنينه الأزلي بين جذب وارتخاء تراه على وجنتيه بسمة يوشحها الحزن13“. لقد عزّز الروائيّ إحساس البطل بالاغتراب والقهر بألفاظ موحية وتراكيب دالّة على حجم الأسى والحزن الذي يكظمه المغترب عنوةً كما في : “دموع، بأحزانهم، هربوا، ضاقت، قاس، تنهيدة، آهات، حنينه، حرقة أساه، حنين توارى..”. ولقد تسلّل ذلك الشّعور للقارئ من خلال البنية الفنّيّة الداعمة له، كما في قوله: “تصارعت رغبته، يوحها الحزن..”. ويبدو أنّ توظيف ألفاظ الجمع أكثر من ألفاظ الإفراد يُعلي من إيقاع الحسرة، ويعمّق من الإحساس بالاغتراب. ومن هذه الألفاظ: “الصخور، نتوءات، دموع، ذكريات، بأحزانهم، مهاجرون، آهات، مشاعر، عواطفه”.
إنّ غربة البطل قد شكلت حالةً من التيه في عتمة الذات، فشعر بالحنين إلى الماضي بما فيه. والحنين هو اضطراب الذات لحظة وعي ألم الغربة. وقد يشكّل شدّة الحنين اغترابًا عن المكان؛ ممّا يجعل الشخصيّة لا تتقبّله، وإن كان تعايشًا قسريًّا؛ ممّا دفع الروائيّ لأن يبدع عباراتٍ تصدح شوقًا وحنينًا للماضي، وتصوّر الألم المصاحب لهما تصويرًا فنّيًّا يعمّق المعنى.
وقد تلجأ الشخصيّة المغتربة للعزلة الاجتماعيّة كنتيجة لانعدام التكيّف الاجتماعيّ، أو لضآلة الدفء العاطفيّ، وعدم الاندماج النّفسيّ والفكريّ مع مَن حوله؛ ومن هنا فقد ارتبط حنين “آدم” بمسببات الغربة، فالبعد عن الأسرة والغربة عن الوطن، جعلت رواية “هنا ترقد الغاوية” تزخر بالذكريات الجميلة والموجعة في آنٍ واحد.
ثالثًا: الشّعور بالتّوتّر والقلق
إنّ الشخصيّة النوستالجيّة المغتربة دائمًا ما تعاني من توتّر نفسيّ، وقلق مؤرق، وعدم القدرة على الانسجام مع مَنْ حولها، بالإضافة إلى الإحساس بالضياع والظلم، وفقدان الحريّة، وعدم القدرة على المواجهة والتّحدّي والانسجام النّفسيّ حتّى مع الذّات. ومن هنا كان لا بدّ أن يغزو القلق كمرض من أمراض العصر ذوات الشّخوص،في خضم كلّ هذه المشاعر القاهرة المرهقة. ويتأتّى الشّعور بالقلق من المستقبل المبهم، والخوف من مآلات الأحداث، وإقامة المقارنات الدّائمة بين بساطة الماضي وصفائه وبين تعقّد الحاضر وإبهامه، علاوة على الشّعور بالعجز اتّجاه مجريات العصر وأحداثه. كلّ ذلك يشيء إلى حالة عدم الانسجام والانتماء، والكبت، والعجز. ويرجع فروید هذه المشاعر إلى فقد الحبّ والإحساس بالأمان، يقول: “فنحن لا نحمي أنفسنا من الألم أسوأ حماية ممكنة مثلما نحميها عندما نحب، ولا نعاني من تعاسة مطلقة لا شفاء لها مثلما نعاني حين نفقد الشخص الحبوب أو نفقد حبه14“. يقول: “تتحرك صابرين ولم تجفل بل سرحت في وجه آدم تنقبه، تزيل أقنعة السنين واحدا تلو الآخر.. تطايرت الأقنعة رويدا رويدا، وتناثرت شعيرات ذقنه وشاربه في الهواء. ازداد نضارة، برزت علامات كانت منزوية تحت غبار السنين.. بدأت تحمر خجلًا كما دائما، توردت شفتاها.. وضجت عيناها ببريق عشق كان قد رحل إلى صميم أعماقها. أحست ببرودة تنهش خلاياها بينما يشتعل قلبها. من هو هذا الملاك الذي يحتضر راحلا؟15“. يتجلّى الصراع مع الزمن في البنية العميقة للمقطع السّابق؛ لذلك فقد برز التّضارب النّفسيّ الذي تعيشه الشّخصيّة جرّاء إحساسها بالقلق الدّائم الذّي يسري في متن السّرد، واشتدّت وتيرته مع إيقاع الزّمن، وتفاوت الأحداث ما بين ماضٍ مليء بالذّكريات، وحاضرٍ معاش، ومستقبلٍ مبهم، ويبدو أنّ هاجس التّوتر من الزَّمن سمةٌ بارزةٌ في إبداع أدباء العصر، بل ويبقى عالقًا في أذهانهم طيلة عمليّة الإبداع، ومردّ ذلك هو التّطوّر السّريع الذي تشهده الفترة؛لهذا كلّه فإنّ الصراع مع الزّمن له دورٌفعّالٌ ومباشرٌ في سير الأحداث، وتصوير الشّخصيّة وعوالمها؛ ورصد اضّطراباتها وفقدها لكلّ معاني الوحدة والانسجام.
وعلى هذا الأساس فإنّ النوستالجيا تولّد الشّعور بالاستياء المصحوب بالأسف والحزن على أحوالٍ تغيرت في زمنٍ مضى، وقد تجلّى هذا الشّعور بقوله: “تزاحمت أفكار الياس في عالم الرجل.. رمى بكاهله على عصاه التي تتكئ على رمال الشاطئ المبتلة.. وذرف دمعا سخيا فوق صخور الذكري فأوجد حفرة ذكريات جديدة. نظر إليها، ركلها وقال: أنا لا أريد ذكريات.. كل يوم أدفن بقايا ذكرياتي وأعود لتأبينها في اليوم التالي مصليا عليها صلاة الغائب. ها أنا قد أصبحت حانوتيا لملكاتي بل لبعض مني. ألم أدفن شبابي وصباي وأشعاري كما دفئت ضحكي ولعبي في قبو شَهِد رحيل أختي؟16“. إنّ هذا الاضطّراب والتّردّد الذي شعر به”آدم” ما بين الحنين إلى الماضي، والقلق واليأس من استدعاء الذّكريات واسترجاعها مردّه المرحلة العمريّة له؛ فآدم يعيش مرحلة شيخوخة؛ لذلك فهو يعود _غالبًا_ خاوي اليدين بعد رحلةٍ تجوب الماضي المقيت. يقول: “في سردها الآن خبايا وحكايات. حكايات بلا وجل بلا خوف من عقاب, مات سجّانها فارتخى حبل قيدها، بينما يعوقها قيد العجز، عجز الشيخوخة يرافق ظلام البصر والخوف من المجهول17“. لذلك فقد جاءت شخصيّة “آدم” منفعلةً لا فاعلة، فقد دخلت أفعالها حيّز اللا فعل، ومردّ ذلك هي جحيميّة الحياة المعاشة، وعدم تلبية الزّمان والمكان لمتطلّبات الشّخصيّة وطموحاتها؛ لذلك كثيرًا ما نجد أنّ الحلم وهاجس التّذكّر قد رافق هذه الشّخصيّة، وهذا يؤكّد على عدم انسجامها، وتذمّرها، وارتدادها المستمر إلى الماضي، والتّطلّع لمستقبلٍ أفضل. وقد يدلّ على خوفها، وعدم قدرتها على اتّخاذ القرار أو المواجهة.
تلجأ شخصيّات رواية “هنا ترقد الغاوية” إلى الاستسلام حينما تشعر برتابة الحياة ومرارتها، وقد تحاول أن تنفتح على الحياة، لكنّها غالبًا ما تشيخ قبالة ذكريات الماضي، وتتقوّقع مرّةً أخرى في المسار الذّي رُسم لها، وتبقى رهينة صراعها النّفسيّ بين ماضٍ طافح بالذّكريات، ومستقبلٍ مبهم. يقول: “غاصت في أحلامٍ لا تذكرها. كانت أشباح الطفولة تداعب طفلتها الراكنة في أعماقها، تراقصها بين صور أب وأم تفتقدهما. ناداها الواقع فأبت الإذعان لطلباته، ألح عليها ففتحت عيناها، ثمّ تراجعت إلى أحضان الدثار18“. وهنا تجلّت مجموعة من الثّنائيّات الضدّيّة التي تكشف عن استياء الشخصيّة من الحاضر، وإن كانت إحدى طرفي الثّنائيّة حاضرٌ في ذهن القارئ لوجود الآخر في السياق. من هنا فقد وقعت الشخصيّة في المقطع السابق بين: “الماضي والحاضر، الشيخوخة والطفولة، الحضور والغياب، الخيال والواقع”.
رابعًا: الصّراع الزمكانيّ والنّفسيّ في الشخصيّة النوستالجيّة.
إنّ حديث الشّخصيّة مع روحها يستبطن مفارقةً تكمنُ في صراعها مع الزمان والمكان، ويجيب عن سؤال الخاسرين لكلّ أشكال الحبّ، والسكينة، والألفة في الزّمان والمكان الحاضرَين. وعليه فإنّ المونولوغ الدّاخليّ للشخصيّة قد كشف عن بقعةٍ ماديّةٍ ذات جاذبيّةٍ أثيريّةٍ؛ فالشخصيّة _غالبًا_ ما تستدعي بيت العائلة المهجور منذ زمن؛ ممّا دفع الروائيّ إلى أن يجعله منهلًا للذكريات، وامتدادًا لا نهائيّ للتّداعي؛ بحيث يفيض بالمشاعر الحميميّة، وهو ما يضفي على النّفوس جمالًا تألفه وتأنس به، لذا فمن الضّروري أن تشعر الشّخصيّة بالحميميّة المغلّفة بالأسى. وفي ذلك تشكيلٌ جماليٌّ ومفارقةٌ لذيذةٌ في توظيف الروائيّ لتقنيّاتٍ عدّة: كالمونولوغ الدّاخليّ، والصّراع النّفسيّ والزّمكانيّ بين موقع (الأنا) الحاضر، وموقعها الماضي (ظلّها)، بين ما كانت وما ستكون، والحالة المتأرجحة بينهما، إنَّها مرحلة معقّدة من عدم الانسجام مع النّفس19. فقد تجاوز الروائيّ من خلال هذه التّقنيّات المقاييس المعهودة إلى التّعبير الأصدق عن حقيقة الشّخصيّة النّفسيّة وما يعتلج روحها من آلام. فالذّكريات “كانت تثور بين الفينة والأخرى عندما تلحظ فيه وهنًا فتشبّث أظافرها في حائط الظّلم علّها تحدث خدشًا في جدار سجّانها العتيّ20“. فكثيرًا ما تنهض الذّكريات من مكانها؛ تقاوم حصارها، وتطوف في خيال الشخصيّة؛ فيرى نفسه يتلمّس جدران المكان الذي تربّى فيه؛ وفي دمه حنين جارف يستجدي زمناً عابقاً بالحب أن يعود بمعيّة تفاصيله ومكوّناته. يقول: “كراسة قديمة أحتفظ فيها ببعض الذّكريات التي عصفت بي على مرّ السّنين حبًّا وألمًا. سكتت قليلًا ثمّ تابعت باندهاشٍ: هل قلت على مرّ السّنين؟ يبدو أنّني عجوز.. يا الله كيف يمرّ العمر.. وما زلت أنتظر21”
حينما تبدأ الشّخصيّة بالحوار مع ذاتها تنطلق حركة الزّمن النّفسيّ في اتّجاهاتٍ مختلفة، ويتّسع زمن الخطاب؛ فتتجلّى مهارة الروائيّ في بناء المونولوغ وتقديم المحتوى النّفسيّ للشّخصيّة. فالزّمان مع الإنسان يتّصف بالذّاتيّة والموضوعيّة، وبانٍ من ناحيةٍ وهادم من ناحيةٍ أخرى، ومن خلاله تنمو حياة الشّخصيّة وترتقي، وقد تنحدر وتتدهور، إنّه يتغيّر تبعًا للحالة النّفسية للشّخصيّة، فربّ ساعةٍ من زمانٍ تمرّ بشخصٍ كأنّها دقائق، والعكس. يقول: “خيّم سكون على تلك الأرواح التي خلدت إلى النّوم في أجسامٍ قلقة تحت سماء متقلّبة الأجواء. فليس غريبًا في أن تشهد عدّة فصول في يومٍ واحد في بوسطن وضواحيها، لكن الغريب أن ترى مراحل الحياة تتقاذفك خبط عشواء في خضم لا تجد منه مخرجا22“. فالزّمن يقصر ويطول تبعًا لاختلاف الحالة النّفسيّة التي أبطأت حركة الزّمان بدوافع شعوريّة كالسّعادة والاطمئنان والأمل، والحالة النّفسيّة التي أبطأت حركة الزّمن بدوافع شعوريّة: كالقلق والخوف واليأس23.
خامسًا: النوستالجيا تستدعي الخيال
وظّف الروائيّ الخيال في نسج الصّورة؛ كونه يُغنيها “بذكريات الطفولة التي تضفي نكهةً خاصّةً، تتميّز بالخصوبة والدّهشة، كما يغنيها بالتّجارب الجماعيّة السّابقة24“. وما الخيال سوى صحوة اللا شعور ضمن الصّورة الفنّيّة، وهو وراء توالد الصّور وتفرّعها وتنوّعها وغناها. يقول: “صدمته الذّكرى، أرّقته التّفاصيل وأخذت قواه تخذله فأحسّ بدوار البحر يرافق دوّامة الحياة، تراجع قليلًا عن صخرة الأحزان كي يجلس على صخرة أصغر. تمايل جسمه.. فهبّت عصاه للمساندة لكنّها خانته، ترنّح، تمايل حتّى آل للسّقوط25“. لقد وظّف الروائيّ _في هذا المقطع_ الاستعارة المكنيّة: “فالذّاكرة تصدم، والتّفاصيل تؤرّق، وقواه تخذله، وللحياة دوّامة، وللأحزان صخرة، والعصا تخون”؛ ممّا يوحي بعدم قدرة “آدم” على مجابهة تلك الذّكريات، وعلى شدّة وقوعها على روحه؛ إذ “تصدمه، تؤرّقه، جعلته يترنّح، يتمايل، يسقط”؛ ممّا يمنح الصّورة فاعليّة وحركة؛ كونها مزيّنة بالأفعال التي تشيء باستمراريّة استرجاع الذّكريات وديمومة تأثيرها عليه.
وهنا فقد خلق الروائيّ حركةً نفسيّةً مونولوجيّة، تعكسُ إحساسًا دلاليًّا عميقًا مُثيرًا للدهشةِ، بتوظيفِ الصّورة المجسّمة أو المشخّصة للأشياء؛ ممّا يساهم في شحن حكايته تشكّلات حسيَّة تنبض بالحركة، ومن هنا كان لا بدّ أن تكون علاقة بين الخيال المتمثّل بالاستعارة وحركيَّة الصّورة، ذلك لأنَّ التّصوير “لون وشكل، ومعنى وحركة، وقد تكون الحركة أصعب ما فيه لأن تمثيلها يتوقف على ملكة الناظر، ولا يتوقف على ما يراه بعينه ويدركه بظاهر حسّه26“. وما يؤكّد ذلك حركيّة الأفعال في قوله: “لقد توقّف الإرسال وسقطت الصّور، لكن الصّوت عاد بحنينه إلى عمق النّسيان يستشفّ ألحانًا. ياه صوت بلا صورة. بل الصوت يصنع الصّورة بدأ يرى بأذنيه.. ترسم في أفقه خطوطًا جديدةٍ من لوحة الماضي. الألوان تزداد عمقًا والصّوت يردّد كلامًا..27“.
إنّ المتأمّل للمقطع السابق يوقن أنّ الروائيّ قد جنح إلى تقنيّة: التّراسل الحسّيّ المفعّمة بالحركة؛ قاصدًا مفاجأة المتلقّي وإبعاده عن توقّع الصّورة التّقليديّة المألوفة، الأمر الذي يغني الصورة ويوسّع من آفاقها الجماليّة والتّأثيريّة. ويبدو أنّ الأثر النّفسيّ للبطل طاغٍ من خلال ورود العديد من الأمثلة على الاستعارات المتتالية: فالصّور تسقط، والصّوت يعود ويستشفّ ويصنع، والذّكرى ترسم، والألوان تزداد”. بالإضافة إلى توظيف التّراسل الحسّيّ كما في: “يرى بأذنيه”.
ممّا سبق تبيّن أنّ:
لقد تمّ التعرّف في الدراسة الحاليّة على مفهوم “النوستالجيا” ودوافعها، وتجلّياتها في الرواية العربيّة المعاصرة، مع اتّخاذ رواية “هنا ترقد الغاوية” للروائيّ اللّبنانيّ: محمّد إقبال حرب أنموذجًا. وتوصّلت الدراسة إلى عدّة نتائج أهمّها:
_ إنّ الدّافع الحقيقيّ وراء النوستالجيا هو تألّم الشّخصيّة وشعورها بالتّوتّر والغربة جرّاء ماضٍ مفرح مفعّم بالذّكريات الحميميّة. وحاضر سيء لا يلبّي رغباته; لذا فهو ساخط عليه، متبرم.
_ إنّ النوستالجيا حالةٌ شعوريّة تستبطن مشاعر: الشوق والحنين للماضي وتفاصيله، والاغتراب النّفسيّ والشعور التّوتّر والقلق، علاوة على تجلّي الصّراع مع الزمان والمكان
_ لقد تجلّت النوستالجيا في رواية “هنا ترقد الغاوية” في غربة البطل وحنينه لماضٍ قريب من روحه؛ وتبيّن من خلال تحليل
مواضع معيّنة في الرواية أنّ غربة بطلها لم تكن عاديّة؛ فهي كالريح العاتية، فما إن يوقد ناموس الذكريات الجميلة في وطنه وبين أحبابه ظنًّا منه أنه يتدفّأ بها قلبه، تهبّ جنونها، مخلّفةً وراءها أرواحًا كالخُشب المسنّدة، يفوح منها رائحة دخان الحنين، والشّوق، والنّواح، والألم المرير، بعدما سطا بها منشار البُعد والغربة.
_ رواية “هنا ترقد الغاوية” تعجّ بالعديد من الموضوعات الاجتماعيّة والنّفسيّة؛ ورغم ذلك إلّا أنّ الباحثة ارتأت أن تستفرد بموضوع “النوستالجيا” كموضوع نفسيّ بالدرجة الأولى، ويمكن ربطه بتقنيّات السّرد التي وظّفها الروائيّ: كالمونولوغ الدّاخليّ، والصّراع، والزمكان. بالإضافة إلى الوقوف على تجلّيّاتها النّفسيّة في الرواية: كالإحساس بالشّوق والحنين، والاغتراب وغيره.
_ لا زالت النوستالجيا كموضوع نفسيّ دقيق بحاجةٍ ملحّة للبحث والدراسة والتحليل في الأدب بأنواعه؛ لذلك توصي الباحثة
بضرورة الاهتمام به، والوقوف على علاقات النوستالجيا بالمتغيّرات النّفسيّة والاجتماعيّة للشخصيّة الروائيّة، وربطها بظواهر الصّراع وجدليّاته القائمة، والتّعامل معها بمنطق خاصّ يساعد في التعرّف أكثر على أبعادها.
الإحالات
- حرب، محمّد إقبال: رواية “هنا ترقد الغاوية”، الدار العربيّة للعلوم والنّشر_ بيروت، 2015م، ط1.
- حمية، حرمون: الذاكرة الجماعيّة في أحضان النوستالجيا، مجلة رحلة_ لبنان، ع10، نيسان/ 2020م، ص10.
- Nostalgia using in advertising campaigns: Ghada Mouhmod Ebrahim Ouf, Architecture and Arts Magazine, Volume 6, Issue 25, January 2021, from p432_ 448, p436.
- Nostalgia using in advertising campaigns: Ghada Mouhmod Ebrahim Ouf, p437
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص7.
- ينظر: مانفريد، يان: علم السّرد “مدخل إلى نظريّة السّرد”، تر. أماني أبو رحمة، دار نينوى_ سوريا، 2011م، ط1، ص151.
- القاضي، محمَّد، وآخرون: معجم السرديَّات، دار محمد علي_ تونس، مكتبة الأدب العربيّ، 2010م، ط1، ص435_ 436.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص37.
- عقاق، قادة: دلالة المدينة في الخطاب الشعري المعاصر، منشورات اتحاد الكتاب_ دمشق، 2001م، ص299.
- ينظر: الخليلي، مها: الغربة والحنين في الشعر الأندلسي، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 2007م، ص15.
- ينظر: الطربولي، محمّد: المكان في الشعر الأندلسي، دار الرضوان_ عمان، ط1، ص33
- ينظر: جاسم، عزيز: الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي، دار الأندلس_ بيروت، 1986م، ط1، ص11.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص5_6.
- فرويد، سيغموند: قلق في الحضارة، تر.. جورج طرابيشي، دار الطليعة_ بيروت، 1996م، ص31
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص223.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص16.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص8.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص178.
- ينظر: الجبر، خالد عبد الرؤوف، غواية سُيدورَي..، دار جرير –عمَّان، ط1، 2009م، ص88.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص9.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص180.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص32.
- ينظر: حسام الدين، كريم: الزّمان الدّلاليّ، دار غريب للنّشر والتّوزيع_ القاهرة، 2002م، ط2، ص49_50.
- عبيد، كلود: جماليّة الصورة، مجد المؤسسة الجامعية _ بيروت، 2010م، ط1، ص99.
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص11.
- العقاد، عباس محمود: ابن الرومي حياته من شعره ، دار الكتاب العربي- بيروت، 1967م ، ط6، ص309
- رواية “هنا ترقد الغاوية”، ص8.
قائمة المراجع:
- جاسم، عزيز: الاغتراب في حياة وشعر الشريف الرضي، دار الأندلس_ بيروت، 1986م، ط1.
- الجبر، خالد عبد الرؤوف، غواية سُيدورَي..، دار جرير –عمَّان، ط1، 2009م.
- حسام الدين، كريم: الزّمان الدّلاليّ، دار غريب للنّشر والتّوزيع_ القاهرة، 2002م، ط2.
- حمية، حرمون: الذاكرة الجماعيّة في أحضان النوستالجيا، مجلة رحلة_ لبنان، ع10، نيسان/ 2020م.
- الخليلي، مها: الغربة والحنين في الشعر الأندلسي، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، 2007م،
- الطربولي، محمّد: المكان في الشعر الأندلسي، دار الرضوان_ عمان،2012م، ط1.
- عبيد، كلود: جماليّة الصورة، مجد المؤسسة الجامعية _ بيروت، 2010م، ط1.
- عقاق، قادة: دلالة المدينة في الخطاب الشعري المعاصر، منشورات اتحاد الكتاب_ دمشق، 2001م.
- العقاد، عباس محمود: ابن الرومي حياته من شعره ، دار الكتاب العربي- بيروت، 1967م، ط6.
- فرويد، سيغموند: قلق في الحضارة، تر. جورج طرابيشي، دار الطليعة_ بيروت، 1996م.
- القاضي، محمَّد، وآخرون: معجم السرديَّات، دار محمد علي للنشر، تونس، مكتبة الأدب العربيّ، 2010م، ط1.
- مانفريد، يان: علم السّرد “مدخل إلى نظريّة السّرد”، تر. أماني أبو رحمة، دار نينوى للنّشر_ سوريا، 2011م، ط1.
- حرب، محمّد إقبال: رواية “هنا ترقد الغاوية”، الدار العربيّة للعلوم والنّشر_ بيروت، 2015م، ط1.
Nostalgia using in advertising campaigns: Ghada Mouhmod Ebrahim Ouf, Architecture and Arts Magazine, Volume 6, Issue 25, January 2021, from p432_ 44