فليبق الركام


الرابع من آب ليس بذكرى لواحد من أكبر الانفجارات عبر التاريخ فحسب، بل هو تتويج لمملكة الفساد بكل ما تملك من حقارة وقذارة ووحشية
في حاضرنا وماضينا هناك ألف “4 آب”، لو احتفلنا بذكرى كل منها لما مرّ يوم من دون حزن. لكل من هذه الكوارث وجه بغيض صنعه شيطان متخصص بكراهية البشرية والإنسانية، يعشق أنين الضحايا، يزغرد لتشظي الأشلاء والقضاء بين الركام.

الكهرباء والماء والتعليم… رغيف الخبز والأمن الاجتماعي… الطائفية والمحاصصة في مملكة التفاهة… مخالب الفساد والموت لا تتوقف عن حفر رموزها بشراسة السلطة في وجه كل حاول رفع رأسه. مطارق شرورهم لا تتوانى عن العبث القاتل، المدمّر في وطن جاب العالم بحضارته وأبجديته قبل ولوج الأجيال القبيحة التي استولت على السلطة تحت شعارات الكذب والتدجيل والضلال.

كل وجه من هذه الوجوه وغيرها هي أوجه شيطانية لـ 4 آب الذي هو تاج العار المبجل على جبين وطن مذبوح. تاج درّته صلبان فناء بعدد الموطنين المعلّقين في جحيم الانتظار ليل نهار متضرعين لملك الموت أن ينقذهم بوخزة فناء.

فليبق الركام … لا تزيلوه

فلتبق بقايا البيوت المدمّرة رمزًا للأعمال الشيطانية التي يعتز بها أصحاب السلطة.

فليبق ركام الإهراءات كما هو بصمة شيطانية تدين حقبة تاريخنا الأسود حتى ندفن تحتها آخر فاسد دقّ
مسمارًا في نعش الوطن.

محمد إقبال حرب

3 comments

  1. كعادتكم تسكبون عميق افكاركم وعظيم مشاعركم بفيض من قلب لا يعرف الرياء.ستحيا بيروت وتعلو لبنان طالما انجبت امثالكم.دامت انسانيتكم ووطنيتكم ودام قلمكم صرخة نور تبدل ظلمات الفساداحمد

    إعجاب

اترك تعليقًا