المواطنة التوعوية والتنموية

مداخلتي في الندوة الوطنية للتربية على ثقافة المواطنة التي أقامتها منظمة المتوسط لتنمية الثقافات، بتاريخ 2627 شباط 2022 في الحمامات – تونس

المواطنة عبر العصور هي عماد الدولة الناجحة لما تحمل من نتاج ثقافي، تراكمي، سوسيولوجي. تستمد المواطنة وجودها وبريقها من منسوب الحرية والعدالة التي تضمن جميع حقوق وواجبات المواطن لحفظ كرامته وضمان انسانيته. اختلف التعريف بالمواطنة عبر العصور والثقافات رغم أن كلها تصب في بحيرة المواطن. كما اختلف تعريفها في الدول تِبعًا للأنظمة السياسية، والاقتصادية، والمؤثرات الداخلية، والخارجية. وقد شهد العالم مؤخرًا انفتاحًا كبيرًا على المواطنة في عصر التكنولوجيا حتى أصبحت الشغل الشاغل لكثير من المجتمعات مما حدا بمنظمة اليونسكو باتخاذ بادرة “عولمة المواطنة” لعدّة أسباب لا مجال للخوض بها. عولمة المواطنة مع ايجابياتها الكثيرة تحمل كمًا كبيرًا من الأخطار على الثقافات الخاصة وثقافة الأقليات التي تكوّن فسيفساء هذا العالم. لذلك نرى، في منظمة المتوسط أن العمل على البرامج التنموية والتوعوية للمواطنة يجب أن تأخذ بالاعتبار خصوصيات بلداننا العربية وأقلياتها لننعم بوطن متلاحم ومواطن يدرك حقوق مواطنته، ما له وما عليه مع احترام وتقبّل لخصوصيات البيئة المحلية بثقافاتها المختلفة المتراكمة عبر آلاف السنين.

نرى أن الندوات وورشات العمل المكثّفة تمكّن أكبر قدر ممكن من المدرَّبين المؤهلين لنشر ثقافة المواطنة لما فيها من بُعد حضاري اجتماعي هي الحل الأفضل في هذه الحقبة. من خلال هذه الورشات نستطيع بناء مواطنة حقيقة تستمد الفهم وإدراك الوعي من خلال الممارسة والمشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تَدمج المواطن بوطنه ومواطنيه لبناء وإدارة الوطن. نرى كذلك أن الأساس المثمر المنتج بأكبر قدر من الفعالية هو بناء الجيل الجديد على المواطنة وذلك من خلال برامج طويلة الأمد نتعاون فيها مع بعض المدارس لتنشئة الجيل الجديد على مفاهيم المواطنة التي تصبو إليها المجتمعات الإنسانية من خلال حصص مدرسية مخصصة.

تم تقديم برنامج مفصل حول برنامج المواطنة المخصص للأطفال الذين هم مستقبل هذه الأمة إلى رئيس المنظمة والهيئة المختصة

محمد إقبال حرب

  المنسق العام للهيئة الثقافية التنفيذية في منظمة المتوسط لتنمية الثقافات

اترك تعليقًا