وسام حقارة

أجد مفارقة كبيرة تستدعي الحياء إن بقي له أثر في أمة خيرها اندثر إلا من كُتب التاريخ المزيفة. فالذين قاموا وصاموا الشهر الفضيل داعين الله سائلين المغفرة هم أنفسهم كانوا يتحرّون ليلة القدر بقلوب خاشعة تدعو لفلسطين والقدس بالحرية قبل العملية الوحشية العنصرية الصهيونية الإسرائيلية بساعات، لم يحرّكوا ساكنًا ولم يتوقفوا عن الأكل بشراهة حتى امتلأت بطونهم بما لذّ وطاب وذهبوا إلى مخادعهم خادعين من حولهم بقوة ايمانهم. المفارقة الأخرى أن الجميع يكذب على نفسه وجاره وربّه ويؤمن بنجاح كذبته وأنه قد ضلل الجميع حتى ربّه فيسجد له شاكرًا.

غزّة والشيخ جرّاح خاصة وفلسطين عامة يعيشون تحت القصف الممنهج والقتل والسحل من قبل المستوطنين والشرطة تحت حماية الجيش في ظل نظام عنصري قاتل يدعمه الغرب بكل وقاحة. لكن الوقاحة الكبرى هي في حكام العرب المسلمين المؤمنين الذين يتبجحون بالقدس كأولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين من ناحية ويطبِّعون مع العدو لتدميرها.

أخبرني أصدقائي من غزة إضافة لما نشاهده على التلفاز أنهم يعيشون حالة من الرعب والتدمير غير مسبوقتين وأن شموع عيدهم موت وإرهاب وكعك العيد كراهية عدو مسبوقة. أخبرني كذلك أصدقائي من أنهم متأكدين من أن بعض العرب لهم ضلع فيما يحصل.  لكن العرب الأحرار تفرجوا على المقدسات التي آمنوا بها والأرض التي عرج منها نبيهم إلى السماء تُدك وأن شركائهم في الايمان يقتلون بأسى دون أن تتحرك مشاعرهم بأكثر من “يا حرام”. لذلك أعلن وبثقة كبيرة منحي زعماء العرب وحكوماتهم ومن يخضع لهم أوسمة حقارة من درجة سعير تقديرًا لجهدهم الدؤوب في خيانة الأمة بدعم الدولة العنصرية الوحيدة في العالم التي تقتل وتبيد فلسطين وشعبها وتاريخا وتمحو ثقافتها. أولئك الذين تآخوا مع الصهاينة، الذين ركعوا سجّدًا في السر والعلن. ركعوا في المساجد علنًا طالبين المزيد من رحمة الله غفرانًا وعطايا، وركعوا في السر صاغرين لبني صهيون يطعنون القدس وفلسطين بسكين خيانتهم المسموم.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا