رأس الغنم العربي

رأس الغنم العربي

فيديو في الإعلام: طفل فلسطيني في الخامسة من عمره يقول: “الصهاينة جابو امي وأبوي عالصالون وقتلوهم قدّامي”.

يا طفلًا عربيًّا أثكلتك شراذمُ أُمّة كانت عربيّة.

سلبَتك شراذِمُ أُمّةِ الإسلامِ المُتناحرة أُسرتَك، وطنَك… طفولتَك

أثكلكَ الغربُ المتبجّحُ بالـ “ديمقراطيّة” بتصفية “الغوييم” تصفية عُنصريّة على مذبح الحِقد والكراهيّة.ِ

أثكلتُك أنا، وهو وهي ومليار ونصف دجّال ينامون بسلام.

أثكلَك كلُّ من ادّعى إنسانيّته في هذا العالم الحقير لأنك لست أبيض أشقر.

أثكلَك الصهاينةُ في حربِ تصفيةٍ عِرقية، متوحّشة، حقيرة أجازها ساستُهم وحاخاماتُهم كما باركها ودعمها زُعماءُ العربِ والإسلام الذين أفتى كثيرهم بحُرمةِ “نصر المُجاهدين” خوفًا على عروشهم.

حربُ تصفيةٍ عرقيّةٍ بشَّ لها الغرب وتعاطف معه في طغيانه أهلُ الضاد والأضداد وهم يرون أهلَ غزّة يموتون قصفًا، وجوعًا ومرضًا.
كم هو حقير هذا العالم، كاذب، سادي، مُنافق، ذاك الذي لا ينام قبل أن يكحّل عينيه بدِماء الأبرياء.

عالم ينتعِش حدّ النشوة وهو يرى في غزّة المستشفيات والمدارس تُدكّ، وسبل الماء والغذاء تُقطع، والخدّج وذووهم يُقتلون تنكيلًا وتجويعًا. 

كم هو حقير، مُقزّز ذاك العرش الذي استوى على أجساد وأشلاء أصحاب الحق، ولا يعرف النوم إلا على أصوات الثكالى ونحيب المشردين يدغدغان سريرته.
هذا الطفل… الأطفال… الذين قتل العدو آلافًا منهم عن قصد وتخطيط مُسبقين، كما قتل أمهاتِهم ودمّر بيوتَهم، لن يكون كل ذلك نهاية المطاف ما دام الزُعماء العرب يركعون في معبد الصهاينة طالبين رِضاهم، بعدما قدّموا إخوانهم قرابين دماء في دنّ الخيانة المُتوارث.

لا بد من أن أكتب نهاية سعيدة، كما في الأفلام العربيّة لأُعطي القارئ دفعة أمل تبقيه يومًا آخر على قيد الحياة  بانتظار مُعجزة إلهية وعدهم بها أربابُ الطوائف وأصحابُ الفخامة والجلالة. لكل طائفة مُنقذ، ولكل مُنقذ دول مموّلة، ولكل دولة مموّلة رقيب ماسوني يفاوضهم على سعر رأس الغنم العربي عبر مزارع شاسعة تمتدّ من المحيط إلى الخليج.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا