بقايا أخلاق

كان السياسي المعروف جالسًا في حديقته ساهمًا في مجهول، غارقًا في بحيرة همّ فلم يسمع نداء زوجه.

اقتربَت منه، ربتت كتفه وقالت: ما بك حبيبي؟

قال: مصيبة.. مصيبة

أخذتها الدهشة قائلة: وكيف للمصيبة أن تأتي لسياسي كبير.

قال: مستقبلي السياسي في خطر… لقد تخلّى عني أصدقائي ولن يدعموني في انتخابات الشهر القادم.

قالت: لا يمكن، وأنت من أنت!

قال: بل حصل، أعدائي يروّجون في كل مكان على أنني ما زلت أحمل بقايا أخلاق.

ردت بعنف: ماذا؟  هذا آخر ما كنت أتوقعه منك… لقد دمّرت مستقبلك. كيف تحتفظ بهذه الأشياء. ألم تذهب إلى الخارج للعلاج… ألم تكلّف عصابة الحكم الشيء الكثير لتتخلص من وباء الأخلاق؟

قال: ذهبت إلى الخارج وتطهرت من أخلاقي… وملأت خزائني بما يكفي من ثروة للشفاء من وباء الأخلاق وأمراض الإنسانية المعدية. ألا ترين الناس تجوع وتموت دون أن يرف لي جفن؟ ألا ترين كيف سلبنا المواطن مقادير حياته دون الشعور بالذنب؟ أبعد كل هذا تتهمينني بحوزة بقايا أخلاق؟ تبًا لك وبهم.

الزوجة: إذًا كيف حصل هذا؟

ردّ: انهم يكذبون لتدمير مستقبلي السياسي… أنا فعلا بلا أخلاق، بلا ضمير. ليتك تفهمين على أنها مؤامرة.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا