يا ليتنا كنا معكم

“يا ليتنا كنا معكم لفزنا فوزًا عظيمًا”. هكذا كان يردد زوج خالتي مع بداية كل مجلس عزاء، لكن خالي عباس كان يقاطعه بعد كلمة “معكم” قائلًا “لهربتم مثل الكلاب” طبعًا لم تمر الحادثة بسلام في أي ليلة من ليالي عاشوراء ولم يتخل خالي عن الحضور والادلاء بجملته المعهودة.

بعدما كبرت سألته ذات مرة بعد المجلس العاشورائي عن سبب اصراره على مقولته “لهربتم مثل الكلاب”. استنفر وقال: لانهم كلهم كذبة. أليس حكامنا مثل يزيد؟ فقبلوا الرشوة الان كما قبلها اهل الكوفة من قبل. هناك الف عاشوراء اليوم ولم يستل احد سيفه؟ ولم يقف أحد مع الحسين في كربلاء عصرنا !!!اليس الفساد عاشوراء؟ اليس زعماؤنا ورثة يزيد؟ اليست فلسطين عاشوراء؟ والفقر عاشوراء والطائفية والمحاصصة عاشوراء ؟نعم انهم يهربون مثل الكلاب بعد أن أخذ كل منهم عظمة يلهو بها كلما هزّ ذيله راضيًا عن حكّامه وكلما نبح مواليا لأعداء الحسين.

واليوم، وبعد ٥٠ سنة نتراجع القهقرى خلف رجال الدين والسياسة هاتفين “يا ليتنا كنا معكم” دون أن نفوز ولو بقطعة عظم صغيرة لأن حكام اليوم اكتشفوا اننا عبيد خانعين لا نستحق حتى قطعة عظم من موائد اللصوص المقدّسة.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا