الثقافة بالمجان… من يقرأ؟

عندما قرأت مقولة الثقافة بالمجان على موقع مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان لم أعرها اهتماماً يذكر. ولكن عندما حضرت لاستلام جائزة الإبداع وشرح لي الأستاذ ناجي عن فلسفته وكيفية انجاز الفكرة فكرت لها ملياً وتابعت الموضوع بشغف. لامست جهدالأستاذ ناجي ومن حوله في تجسيد الفكرة من اختيار الكتب وطباعتها ثم توزيعها بحب وشغف. كذلك لاحظت بأن من يريد كتاباً إلى دار النعمان يتأبط الكتب التي يرغب أو يتوجه إلى أي من الأماكن التي توفرها مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان دون تحمل إي عبء مادي. تساءلت بيني وبين نفسي من يقرأ الكتاب؟ راقبت رواد القراءة وتساءلت عن ماهيتهم فتوصلت الى نتيجة صادمة. القراء الذين يقصدون المركز هو صفوة القوم ومعظمهم قادر على شراء الكتاب. وفي المدارس أو المؤسسات التي يتواجد فيها الكتاب يوزّع الكتاب على قاصد القراءة. اما الذين لا يريدون القراءة بالعربية أو لم يدركوا لذّة القراءة لا يفعلون حتى وإن كان الكتاب مجانياً. إذن المشكلة تكمن في من يقرأ العربية ومن يحرص على أن يكون الكتاب رفيقه. فالادعاء بأن الكتب غالية ادعاء واه. فمعظم الشباب والشابات يفخرون بتعاطي الأركيلة ويدفعون ما لا يقل عن خمسة عشر ألف ليرة بسعادة، لكنهم لا يستسيغون دفعها من أجل كتاب. وبعد تفكير عميق خاصة بعدما وجدت بأن الأرجيلة ليست رادع الشباب الوحيد إذ هم يعزفون عن قراءة الكتب العربية كونهم لا يجيدونها. وبعد التفكير والتمحيص توصلت إلى الأسباب التالية: ١- اصرار الاهل خاصة في المدن على التحدث مع الأطفال بلغة اجنبية يفقد الأطفال جمالية تجسيد الكلمة العربية الى مشاعر. ٢- اصرار المدارس على تعليم اللغة الأجنبية قبل العربية يجعل الطفل غير معني بالمفردات العربية التي يسمعها في المجتمع وعلى التلفاز. ٣- اعتماد المدارس برامج أجنبية تدرّس تاريخ بلد غريب، هوية بلد غريب، نمط تفكير بلد غريب سيجعل من الطفل في حالة اغتراب دائم. ٤- تركيز المدارس وتشديدها على أن يقرأ الطلاب الأدب الأجنبي بأشكاله بصورة أقوى بكثير من تشديدهم على الثقافة العربية ينزع من الطفل هويته الوطنية فيعيش في بلد يعتبره مفروضاً عليه. لا مجال لسرد تفاصيل أكثر، لكن الشكوى لا بد أن يتبعها اقتراحات. هذه بعض الاقتراحات حسب معرفتي المتواضعة: ١- الغاء الدولة لبند بدل تعليم لكل الوظائف الرسمية وصرف المال لتحسين المدارس الخاصة. واجبار كل أبناء موظفي الدولة بداية من رأس الهرم ان يرسلوا اولادهم الى المدارس الرسمية. ٢- توحيد برامج التعليم خاصة الغير علمية في جميع المدارس دون استثناء. ٣- وضع علامة لاغية فيما يخص اللغة العربية في الامتحانات الرسمية. ٤- أن تخضع المدارس الأجنبية لوزارة التربية فعلياً وتفرض عليها تدريس اللغة العربية تدريساً جاداً. ٥- أن تكون هناك رقابة صارمة على البرامج التلفزيونية من حيث استخدام اللغة الفصحى بطريقة سليمة ومنع استخدام اللهجة العامية والتعابير الاجنبية في النشرات الاخبارية وبرامج الحوار. يطول الحوار في هذا المجال لكن كل أصحاب السلطة صم بكم لا يرغبون في تغيير يهدد وجودهم. محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s