عيشة كلاب

يقبع على حافة الطريق قرب حاوية الزبالة غير عابئ برائحة بقايا البشر، لا تشده عظمة مكسوة باللحم ولا تثيره روائح فضلات الطعام. دموعه متجمدة على عينين خفَت بريقهما، وانكسرت حدة مخالبه فأخفاهم تحت جسد هزيل.حتى ذيله يتحرك ببطء كعقرب الثواني في ساعة قاربت بطاريها على النفاذ. رأى قنديلاً قديماً قرب يده فارتعب منه حيث ظنه مخلوقاً منافساً. وكزه وكزة استفسار أخرجت عفريتاً كدخان عظيم. صاح العفريت: “شبيك لبيك عبدك بين ايديك”. لم يكترث الكلب حتى بعدما أعاد العفريت مقولته مرات ومرات. نظر العفريت إلى الكلب البائس فحن عليه كونه مصاباً باكتئاب مزمن فحمله إلى شواطئ كان في فرنسا وتركه يستمتع بالبحر ورواده. بعد فترة تذكر العفريت وجه الكلب الحزين فعاده ليطمئن عليه فوجده كما هو. حادثه فلم يجب فقال محادثاً نفسه: يبدو أن هذا المكان لا يروقه. حمله إلى جزر الكاريبي دون جدوى. وبعد عدة محاولات يائسة في جنان الأرض غضب منه ورماه عند مكب الكوستابرافا في بيروت. عاد العفريت بعد فترة ليرضي فضوله حول الكلب الكئيب فوجده بصحة جيدة، فرحاً مرحاً. غضب العفريت وقال للكلب: وضعتك في أعظم الشواطئ وأجمل المدن فلم تأبه. وفي هذا المكب القذر تفرح وتمرح وكأنك في الجنة! قال الكلب: طبعاً، “العيشة هون عيشة كلاب”. محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s