مداد عشق

غيمتي الزرقاء، تهفّ كل صباح على باب داري كبائع اللبن في قريتي، تتراقص حول نافذتي مع صياح ديك جارتنا العجوز. أصحو من حلمي وأرسل معها خربشات أحلامي لتحملها إلى حبيبة ما زالت ترفل في سريرها حيث ما زال القمر يحرسها. تصحو حبيبتي، تقطف رذاذ الغيوم من على شفتيها ندى صباحاتي فتتنسمني شهقة حب أسمعها حيث أنا فأزداد بها كلفاً وولعا. مرت أيام كثيرة، مرت غيوم أكثر وصاح الديك مراراً. كلهم يرتلون لقداسة حبنا وحميم أشواقي الذي أقرض الشمس دفئها. لكن الصيف سرق الغيوم فسكنت حركة السماء وتوقفت حركة الطير الذي هاجر الى حيث طُرد الربيع. وذات يوم تراصفت أسراب يمام فاتها قطار الهجرة بانتظار نسمة تحملها إلى ديار الحبيبة لتبلغها رسالة فشلت غيوم السماء على حملها خوفاً من بطش حرارة الصيف. توارت الغيوم، وعاد اليمام خائباً وبقيت وحيداً أكدّس أحلامي في خبايا الليل لأبوح بها ذات عمر مداد عشق أزلي أخطه على صفحة شفاه في كيان ملهمة توارت في سجل الذكرى. محمد إقبال حرب

2 comments

اترك تعليقًا