البطل الهمام

فوق رابية مطلَّة على جموع غفيرة وقف متوكئاً على عكاز عمره مسترسلاً ببوحه

ما بالكم أيها العباد في زمن الفساد تقفون حيارى؟
ما بالكم جائعين خائفين كمن تلبّسه جن من فراغ، فلا يدري أهو حي أم خيال من ضياع؟

أيها الناس تخلصوا من مآسيكم من قيود كراهيتكم وانثروا الحب في كل مكان. ازرعوا السلام في قلوب من حولكم لتقطفوا ثماره فاكهة محبة لا يزول رحيقها. حاربوا الفتنة بالوفاء والفساد بالفضيلة. حاربوا البؤس ببسمة أمل والفقر بالجد والعمل. أيها الناس انبذوا أهل الفساد من دياركم ومجالسكم واتركوا جماعة الضلالة في عزلة أقبيتهم حتى تنتهي بهم الأوقات فتتطهر الأرض من الموبقات.

أخذ نفساً عميقاً وضاء نور وجهه كمن أدَّى رسالة يؤرقه كتمها منذ أمد بعيد. وقف رجل من بين الجموع وأطلق عليه النار فأرداه قتيلاً. صاح القاتل بالحاضرين: فليبق هنا من يريد الحب والسلام مع جثة هذا المعتوه ومن أراد الحياة كما أريد فليتبعني. نهشت الحيوانات الضالة جثة القتيل وأكلت الطير بقاياه فيما تزاحمت كؤوس النبيذ عند أقدام سيدهم مهنئة البطل الهمام على انجازه الذي أعادهم حيث يجب أن يكون العبيد 

محمد إقبال حرب