لا أدري ما هي الأسباب الحقيقة لهذا العصر المتردي، ولا أعرف منبع ومدى امتداد جذور هذا العصر الذي يتسم بالمذلة والحقارة لأبناء هذه الأمة. عصر يحفل بكل المناقب المنحطة والمشينة، عصر يقدس فلسفة الموت والجحد والكراهية. كل ما أعلمه هو أنني أعيش في عصر تُـمارس فيه هذه الطقوس بتعاويذ الفساد والدجل والنفاق بقدسية وجلال لم يدركها أرباب الوثنية عبر التاريخ الإنساني. قدسية تتفاوت دور عبادتها بين مقدسات اتخذت من الله ستاراً وأخرى تمخر في علب الليل تزكية لأعمال النهار دون تمييز واضح بين رواد أي منهما، فالنتيجة الكارثية واحدة
أجدني عند قارعة الطريق أتسول بقايا أخلاق نبذها أصحابها لقلة استعمالها وقِدم طرازها وخطورة اقتنائها. فمن يريد حملاً لا يستفيد منه ويهدد كيانه؟
قمامة المناقب لا تجد من يعيد تدويرها أو يُعنى بمسح غبارها وتلميع واجهتها، بل بقايا عصر قديم لا يكترث له عالم آثار أو معني بأخبار السلف والديار. فسعرها في تراجع ومادتها في تحلل متسارع أضحى جامعها أضحوكة وراعيها منبوذ
منبوذٌ أنا عند قارعة أبحث عن فتات مكارم الأخلاق وبقايا كرامة نسي أن يغتصبها زعيم أو أن يدوسها لئيم. في جعبتي البالية تتكدس ممنوعات صنفها المجتمع كمحفزات تبعث على الصدق والشافية، وبقايا أخلاق تبعث في البشر سموم المحبة والتسامح فوجلت من تدوينها ممتلكات حتى لا يرثها أحد فتكون عبئاً ثقيلاً ينوء به ابن أو حفيد فيتهم بالزندقة والهرطقة فتحق عليه لعنة الصلب أو الحرق إحياء لنعمة السلف فيزداد بلاء على بلاء.
ويلٌ لأصحاب الخُلق في زمن النفاق، وويل لمن لم يتخذ من مولاه إلهاً فيحج إلى داره صغير الذات ذليل النفس. ويلٌ لهم من حبل مشنقة متين يشفي غليل صاحب الصولجان يوم تُعلق به رقبة إنسان. وويل له من رجْم توزع حجارته بالمجان مع شهادة تقدير لمن ساهم في التخلص من حامل وباء الفضيلة. وباء يخافه الحاكم كالطاعون، ويرتعد منه حاشية السوء فيعالجونه بالعزل عن أسباب الحياة حتى ترمى بقاياه جثة لكلاب
لا تخف من حملك أيها الإنسان المتفاني في خدمة السلطان، مر بي والقِ ما يضرك من مكارم أخلاق في حاوية فنائي فـأنا قريب من الزوال الذي تخشاه. ارمِ ما في جعبتك عند حاويتي وتخلص من انسانيتك ولا تنس أن تحمل صورة الزعيم تعويذة تفتح لك أبواب الفساد على مصرعيها، وحجاب زعيم الطائفة رقية تقيك مساوئ ابن الوطن اللعين الذي اتخذ درباً مغايراً إلى السماء
ملعون في هذا الزمن المتردي من يجمع بقايا أخلاق أملاً في الانعتاق، فسيف “السلطنة طويل”ِ
ليست قضية منبوذ ونادي أصحاب السيوف يا صديقي. بل قضية نخاسي شعوب يدمرون ويقتلون اصحاب المناقب حتى يتسنى لهم تجارة البشر ومقايضة الأوطان لما فيه مصلحة مآربهم الشخصية… سأبقى في صف المنبوذين حتى نضيء دروب الحرية.
تحياتي
كل هذا التردى فى العقل العربى نتيجه لتراكم عصور طويله من الاستبداد والقهر بدأت بعباده الفراعين حتى سلطنه المماليك العبيد وتسويدهم على من يعلمون اصولهم
ثانيا الخلط فى العقل العربى بين ماهو مقدس وغير مقدس مما جعل الساحه مكتظه بالخرافات مما يسمح بضياع الرشد ولذا يااخى الغالى نحن باخلاقنا وكرامتنا واصالتنا اصبحنا فى نظرهم متخلفين عما يدعنه حقا
ثالثا عدم تبيان الخيط الرفيع بين الصفات واضادها فكم مجدنا رزائل تشابهت فى حكمنا مع الفضيله
مساء الخير
يعود تردي العقل العربي إلى جهلنا الذي كرسته آليات أولياء أمورنا، فمنذ ولادة أي منا تبدأ ثقافة التجهيل من خلال محاولة ترسيخ الأوهام في عقولنا؛ والذلك يزداد البون مابيننا وبين العالم اتساعاً في كل لحظة.
نعم استاذ لطيف عبد سالم، يتم ارضاع الطفل العبودية، وتكرس مفاهيم الجهل وعبودية الحاكم وهماً نعيشه مدى الحياة.
ولذلك لا بد لنا من نشر العلم والثقافة وتجريم الفكر المتحجر المتسلط.
تحياتي وتقديري
أن تعيش منبوذا أبد الدهر من أجل حزمة مناقب وأخلاق لا تجد لها سوقاً في زماننا المريض هذا … خير لك من أن تعيش مبجلاً لبرهة في نادي أصحاب السيوف الطويلة
إعجابLiked by 2 people
ليست قضية منبوذ ونادي أصحاب السيوف يا صديقي. بل قضية نخاسي شعوب يدمرون ويقتلون اصحاب المناقب حتى يتسنى لهم تجارة البشر ومقايضة الأوطان لما فيه مصلحة مآربهم الشخصية… سأبقى في صف المنبوذين حتى نضيء دروب الحرية.
تحياتي
إعجابإعجاب
كل هذا التردى فى العقل العربى نتيجه لتراكم عصور طويله من الاستبداد والقهر بدأت بعباده الفراعين حتى سلطنه المماليك العبيد وتسويدهم على من يعلمون اصولهم
ثانيا الخلط فى العقل العربى بين ماهو مقدس وغير مقدس مما جعل الساحه مكتظه بالخرافات مما يسمح بضياع الرشد ولذا يااخى الغالى نحن باخلاقنا وكرامتنا واصالتنا اصبحنا فى نظرهم متخلفين عما يدعنه حقا
ثالثا عدم تبيان الخيط الرفيع بين الصفات واضادها فكم مجدنا رزائل تشابهت فى حكمنا مع الفضيله
إعجابإعجاب
مساء الخير
يعود تردي العقل العربي إلى جهلنا الذي كرسته آليات أولياء أمورنا، فمنذ ولادة أي منا تبدأ ثقافة التجهيل من خلال محاولة ترسيخ الأوهام في عقولنا؛ والذلك يزداد البون مابيننا وبين العالم اتساعاً في كل لحظة.
إعجابLiked by 1 person
نعم استاذ لطيف عبد سالم، يتم ارضاع الطفل العبودية، وتكرس مفاهيم الجهل وعبودية الحاكم وهماً نعيشه مدى الحياة.
ولذلك لا بد لنا من نشر العلم والثقافة وتجريم الفكر المتحجر المتسلط.
تحياتي وتقديري
إعجابإعجاب