رَنَّـة
كم أشتاق إلى عصر مضى وترحل بي الأشواق خلف الردى تناجي خيالاً وصدى. ترحل في عمق الفضاء حيث تتلاشى أصوات البشر كبخار الماء. تجمعها حواري الغروب زلالاً في أباريق الذكرى لتسكبها في سحر الليل كؤوسا من حنين أقترب من الشفق، أسترق أصواتا هجعت …أرتشف كؤوساً ملأتها حواري. ما عاد البشر يتسامرون بالحديث ويتكلمون. رحل صوت الرفيق، غادر صوت القريب. استغنى عنه البشر، لم يعد الحديث صلة وصل بين شوق وحنين. تلاشت العلاقات الإنسانية مع ارتفاع درجة الحضارة المادية… وسكت اللسان. صباح الخير لم تعد بهجة الصباح…. “كل عيد وأنتم بخير” بصوت بهيج يحمل بركات العيد، أضحت رسالة لها رنة غريبة لا صديقة ولا حبيبة. إن هي الا رسائل في جوال كتبت على عجل، أو تحية مسروقة من كاتب مغمور على الفايس بوك.. وربما شكوى طويلة عليلة على الياهو. رنَّة طنانة لا روح فيها ولا أمل…. نقرأ ونمسح دون أسف. ثم نتساءل أيا ترى من ذاك الذي أرسل تلك الكلمات الرقيقة؟ أكانت لي أم أرسلت خطأ. فلا نذكر إلا رَّنة زنانة من هاتف حديث لا يغني عن شوق لحديث تقطعت أوتاره وخبت ناره. |