بعد التمحيص والتدقيق أُريد التعبير عن تقديري لذكاء كاتب سيناريو الحرب ومُخرجها، ولعن كلّ ما صدر عن ذاك القاتل المدمّر، على عبقريته التي تجلّت بخُلاصة الوحشيَّة، كما صانع السينوغرافيا المُبدع، الضبع الذي تلذَّذ باستخدام أشلاء الضحايا في وطننا لبنان، وفي غزة، للإثارة والتشويق في عالم الشرّ المطلق. غرق كلّ شيء بدُموع حارقة، ودماء قرمزيَّة، أشلاء تآخت مع الدَّمار، فأضحت أرضُنا ترابا مقدّسًا نخاف دوسها، لأنها تحتضن أحباءنا الذين امتزجوا بها: أولادنا، أحفادنا… انتهى الفيلم، برضا الممثلين أو غصبًا عنهم، بتخطيط جهنَّمي مُسبق. وتمّ توزيع ريع الدمار والدماء على المُشاركين، كلٌّ على قدر “عضلاته” وإجرامه، وثروته. بل اكتسح الخونة جوائز الترضية. الكلّ رابح إلا العرب، الكومبارس القذر، الضحيَّة البشريَّة في قربان “لوسيفر”. وتمّ تقسيم “كعكة المصالِح” في اقرار جماعي على تتويج سادة النصر الشيطاني، كلٌّ حسب وحشيته وانحدار إنسانيَّته…
فقط أصحابُ الكعكة ناموا خماصًا… دُفنوا أحياء. غدًا، تتجلَّى شمس الحقيقة، رُغم أن الصُّبحَ ليس قريبًا
محمد إقبال حرب