بعدما تشرذمت بلاد العربان، وسقط اسم العروبة في خبر كان. توَّج المُستعمر زعماء الشراذم ملوكًا وحكّامًا حتى أصبحوا كما قال صفي الدين الحلّي:
إن الزرازير لمّا قام قائمها / توهّمت أنها صارت شواهينا.
استلذّت “منتخبات” الـُمستعمِر بما يَرمى لها من فتات مائدته حتى بطرت، رغم أنه لم يكن مسموحًا لها بالتحرّك أكثر من طول رسنها المربوط إلى خازوق “الاستعمار” مذكرًا اياها بنعم مولاها، فنطقت بما يرضيه واستبدت بما يعطيه.
وفي حفل التصفية العنصرية لأبناء فلسطين ومجزرة غزّة الوحشية، الدمويّة جلست متفرجة خلف سيدها تصفّق لسعادته وتلطم لحزنه.
ها هم زعماء الشراذم يصطفّون طابورًا على أبواب حظيرة سيدهم ليوجههم إلى معلف يركنون إليه قبل أن يركبهم في جولة بين أشلاء اخوانهم وأهلهم… ومن ثمّ يُذبحون قرابين شيطانية فداء الشيطان الأكبر.
محمد إقبال حرب