كـراهيّـة

قتلني كائنٌ يُشبه البشرَ.
أرداني بدمٍ بارد، بسعادةٍ غامرة لا تنمّ عن أية مشاعِر إنسانيّةٍ.
قتلني بحِقد جارف، مزّق كِياني بكراهيّة جامحة، وركع على رقبتي يستنزِف أنفاسي قُربانًا لشيطانِه.

أقَتلني لأنني فلسطيني؟ أم لأنني عربيّ؟

أم فقط لأنه حاقدٌ كارهٌ شرّير برمجه أسيادُه على القتل والافتراس؟

وهل يحتاجُ الذئبُ سببًا يبرّر به بشاعةَ أنيابِه؟
ظنّ قاتلي بأنني مُتّ. وهل يموت الأحرار؟
أنظر حولك، أيها البشري الكريه، لتراني في كل الوجوه الحرّة. ستراني في كينونة كلّ الأحرار. أتجسد في كلّ مكان، في كلّ لون وعِرق وكيان. تحملني القلوبُ والوجوهُ بفخر الإنسانيّة، حيث لا عُنصرية، فلون الإنسان الحُر واحد ينبع من إنسانيته. لون لا تُدركه مشاعرُ كراهيّتِك.

كيف ستعرفه مشاعرُك الدُنيا؟ كيف ستُدرك روحَ الإنسانيّة وجسدُك الشيطاني قد عفنته الكراهيّة والحِقد؟

أعدُك وأعدُ أسيادَك أن تراني في كلّ مكان.
سأقضّ مضاجِعَ حقدِك وكراهيّتِك بنور حريّتي.

ستجدُني في كلّ الوجوه التي اقتحمتها كراهيتُكم ومبادئُ شيطانِكم.
قد أصبح وجهي الذي تكره أيقونةَ تمرُّد جامحةً يفخرُ بها أبناءُ الإنسانيّة في كلّ مكان.

لن تستكينَ الأرضُ قبل أن تسقطَ كراهيّتُكم في نار شيطانِكم ذليلةً.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا