يُهاجمني النُعاسُ بأسلحةٍ ضاريةٍ تُسقط جفوني، تُزعزعُ توازُني وتُفقدني ميّزةَ الوعي، فأراني أُعانق ما رسمه الهذيانُ كيانًا بلهفَة الشوق، مستسلمًا لنسيان أُسرةٍ خطفها الجوعُ موتًا
أصحو وحيدًا، عند قارِعةِ دربٍ ما، يتوّجُني الصُّداع ملكًا للهمّ، حواري تماثيل بؤس تندُبني كتمّوزي بينما أتعثّر بأحذيةِ البشر. تصيبُني سهامُ نظراتهم بالدونيّة، يرمونني بقروشٍ ممهورةٍ بالكذب والرياء أملًا في تسجيل هدفٍ في مرمى حسناتِهم. أود شُكرَهم لكن جفافَ الحلقِ الممزوجِ بحُموضة الجوع تُشهر راية مذلّتي أمام بشريّتهم فتسقُط دمعةَ شُكرٍ على الأرض لا يُدركها أحد
وحده، طفلٌ صغير برفقة أُمّه تسمّرت عيناه على تلك الدمعة، رافقها ببراءته، مدّ يده والتقطها قبل أن تقبّل الأرض وقبضَ عليها بقوّة بأنامله الرقيقة. لسعته حُبًّا ففتح كفّه مُبتسمًا وقال: كنتُ هنا يا والدي.