الاحتفاء بيوم اللّغة العربية العالمي يذكّرني بمطلع قصيدة امرئ القيس “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل”
أرباب اللّغة العربية وكتّابها يذكروننا بحبّهم للغتنا في هذه المناسبة. ها هم يكتبون في الصرف والنحو والتبجح بما قدّم أجدادنا من ميراث أدبي نعتز به. يذكّرنا البعض بروعة اللغة العربية وعظمتها عبر عصور خلت دون الأخذ بالاعتبار ان من يقرأ خطابهم يدرك هذه الحقيقة أما من لا يجيد اللّغة فلن تصله الرسالة…. وهم الأكثرية الساحقة.
إحياء اللّغة يا سادة لا يتم إلا بقرار سياسي وثورة في برامج التعليم ومناهجها. ولا يتم إلا بمنع تعليم اللغات الأجنبية للأطفال قبل السنة الخامسة الابتدائية لتترسخ اللّغة الأم وتصبح المرجع الأساسي لمشاعر الطفل التي تمنحه فرصة التعبير بلغته.
لا نستطيع الاحتفال بلغتنا وكثير من مؤسسات الدولة ومعظم الشركات الخاصّة تتعامل مع الشعب بلغة أجنبية.
ولا نستطيع الاحتفال بيوم اللّغة بينما البنيان الحضاري يتهالك على كل الصعد.لا نستطع الاحتفال بينما المدارس الأجنبية والارساليات تصرّ على ان يتحدث الطلاب حتى في دور الحضانة بلغة أجنبية يفرح بها أهل الطلبة دون الحزن على ضياع اللّغة العربية من قاموس فلذات أكبادهم.
لا يمكن ان نحتفل بيوم اللّغة وأمهات أطفالنا لا يرطنّ مع أطفالهن منذ الولادة الّا بلغة أجنبية.علينا الاحتفال باللّغة العربية بخطوات عملية جادّة وليس بشعارات حب أشبه بخطابات السياسيين في لبنان.
ولا يمكن الاحتفال بيوم اللغة العربية ومعظم الشعب يجد أن الأرجيلة “الشيشة” أولى بمصروفه من كتاب.
يجب ان نحتفل بيوم اللّغة عندما نفوز بقرارات حكومية جادّة تتخذها وزارتي التربية والثقافة رغمًا عن كل المدارس الخاصة وجهل الأهل الذين يحضّرون أولادهم للهجرة من هذا الوطن.اللّغة وقواعدها بألف خير… نحن من يقتلنا الجهل.
محمد إقبال حرب