المعبد الطاغي

في زمن أضحى الوجود أغبرا، تغير الإله فأضحى لونه أخضرا. يتسابق إلى معبده البشر كقديس نهض من مقبرة.

زها المعبد الجديد فطغى على ما سبق. توافد إليه الحجيج محملين بأنواع القرابين. فتجلّى للمخلصين

أوطانهم بخور رضاك، أولادهم قرابين مذبحك

ها هم يحفون بمعبدك زرافات ووحدانا متنافسين للفوز برضاك

ما أعظمك سيدي الأخضر البرّاق، تُسقط دولًا وترفع أخرى دون أسلحة متطورة أو ذات دمار شامل. فأتباعك كون بأكمله، يسفكون الدماء من أجل ناووسك الأخضر. يحجّون إليك صاغرين، صامتين في حضرة سلطانك. يتنافسون للفوز بأيقونة خضراء تحميهم سخطك وغضبك. فمن توليت عنه بات حزينًا ومن باركته نام قرير العين.

تألق، تجلّى سيدي الدولار، فلم يحدث أن اتفقت البشرية على إله واحد سواك. ولم يتسابق الناس إلى معبد كما يتسابقون إلى معابدك المترامية. تراتيلهم واحدة عند مذبحك، كهنتك أسيادهم دون جدل. ها قد جاؤوك كما ولدتهم أماتهم، بلا أخلاق أو مبادئ، تخلوا عن دين آبائهم من أجلك ولو على خجل. دخلوا عليك بأعراقهم وطبقاتهم صاغرين طالبين أمنك ورضاك.

كن بهم رحيمًا، وباركهم بأيقونتك الخضراء عربون رضا وغفران.
دعهم يتقاتلون، يتنافسون من أجل الفوز بسجلك الأخضر العظيم. اشرب دماء قرابينهم واستمتع بركام حضارتهم، فالصراع على رضاك سيزيد معبدك الطاغي رهبة حتى يفنى البشر في صحراء قاحلة من أجل ورقتك الخضراء

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s