المرأة اللبنانية

وجود المرأة اللبنانية في ساحة الحراك وبهذه النسبة العالية هو أهم مكاسب الثورة على الإطلاق.
فالمرأة اللبنانية مثقفة، واعية، متمردة هي أم أطفالنا اليوم وأم الجيل القادم. هذه المرأة الثائرة هي من ستبني جيلًا لا يعرف الطائفية، ولا يحمل ضغائن الحرب الأهلية التي فرضها جيلنا بوحشية الجهل تحت شعارات سقطت في بحيرات الدماء، بين الأشلاء وتحت ركام عمّ ارجاء الوطن. هي من ستعلم أبناءها التلاحم الوطني الذي عاشته لمدة ستة أسابيع صقلتها بنقاء. هذه المرأة هي من سترضع ابناءها حب الوطن والمواطن دون قيد طائفي أو عنصرية قاتلة.
أحيي المرأة اللبنانية كأب وابن، كصديق ورفيق في رحلة الثورة والبناء، تلك المرأة التي ضحت وشاركت بقوة في هذه الثورة. تلك المرأة التي واجهت الكثير من النقد بشجاعة، أصرت على المشاركة في هدم الطغيان والفساد لتبني لها مستقبلًا شريفًا في وطن حر. ها هي تشارك في بناء وطن عادل، نزيه، حر، لا يطرد أبناءه. فالوطن يطرد بنيه بوباء الفساد والطائفية والمحصاصة. الوطن الطارد يفخر بأن عدد مهاجريه أضعاف ساكنيه. لذلك أعلنت في الحراك مع كل الجماهير اصرارها على البقاء على هذه الأرض الطاهرة وطنًا تفخر به حرًا أبيًا وفيًا لأبنائه.
المرأة اللبنانية في بيروت وطرابلس، في الجنوب وجبل لبنان وكل بقاع الوطن تستحق كل التقدير، المرأة التي وأدت الفتنة بين عين الرمانة والشياح أعظم وأشجع من رجالات الدولة مجتمعين.
اليست المرأة عماد الوطن؟

اترك تعليقًا