قال لي صديقي، ماذا تعرف عن المذلّة التي يطعن بها والدك طفولتك البريئة؟
غصّة أوجبت السكون، دموع نكأت جرحاً لم تجرفه أمواج العمر فذرف بوحه بحشرجة
خلال الحرب الأهلية حضر إلى بيتنا خالات والدي واقاربهن، كانوا أكثر من عشرة أفراد. لم أكن قد تجاوزت السابعة من عمري حينها ومع ذلك كان والدي يجبرني أن أحضر فرشاة مسح الأحذية وأن امسح أحذية الحضور الجالسين على مقاعدهم. تدلت أرجلهم كنهر من العجرفة والكبرياء، نظراتهم سهام مذلّة مصوبة إلى أعماق طفولتي المستعبدة، فرحين بمذلتي وكأنني عبد مأسور في غزوة بني قريظة.
قربان الكفر الذي قدمه والدي لخالاته وصحبهن ما زالت تنزف حقارة البشر على جسد طفلي الذي لم يتحرر بعد
قصة حقيقية- محمد إقبال حرب