
طـنـين
خرجت زوجه منذ الصباح غاضبة بعدما كالت له قاموساً من الشتائم. مرّ النهار وهو لا يتحرك عن كرسيّه إلا ليصبّ كأساً آخر من النبيذ. بدأ يتضايق من طنين ذبابة تغطّ وتطير من على كأسه. حاول كشّها مرات متباعدة. لكن اصرارها على ارتشاف الخمرة من كأسه أصابه بلوثة فأخذ يضربها بيده، ثم أخذ كتاباً إلى جانبه وأطلق عليها رصاص الورق والابجدية دون جدوى. أخيراً أمسك زجاجة النبيذ وأخذ يضربها دون أن يحظى بها رغم انكسار الزجاجة التي بات يحمل عنقها الممتد بحواف زجاجية حادة. سمع طرقاً على الباب مرات ومرات. أزعجه الطرق ففتح الباب بقوة ليجد أمامه كياناً كبيراً على شكل ذبابة. فرك عينيه وحدق فامتزجت الصورة بصورة امرأة. سمع طنين الذبابة مرة أخرى، أخافه وجه يتماوج بين ملامح زوجه وملامح ذبابة عملاقة. اختلط عليه الأمر فالذبابة كبيرة وزوجه كذلك، تداخلت صورتهما حتى ظنّهما واحد. لم يتمالك نفسه فلكم الذبابة بعنق الزجاجة المنكسرة وقال: أيتها الذبابة الأم طنين ابنتك قاتل.
محمد إقبال حرب
طريفة وساخرة. والذباب مقيت سواء أكان صغيرابحجم النملة أم كبيرا بحجم الإنسان… أو حتى الذباب الالكتروني..
إعجابإعجاب