عصر جديد من جرائم القتل

مجزرة أخرى ضحاياها بشر لا يهم تصنيف القتلى أو المجرم الذي استباح أرواحهم فكل المجازر ترتكب باسم الله. اسم الله وأسماء الآلهة الأخرى قبل التوحيد علامة تجارية مميزة لنشر الرعب وزهق الأرواح. علامة ملكية يستخدمها الحاكم بمباركة رجال الدين ليستدر عطف الجماهير للضحية والقاتل على حد سواء في سبيل. لذلك كان سلاح التكفير وتهمة الإرهاب سبب وجيه يستدر عطف الجماهير للانقياد انقياداً أعمى له حساباته الشخصية وأمراضه النفسية تحت عناوين الدفاع عن الدين أو الذود عن الوطن. والحاكم الذكي هو الذي يغض الطرف عن أفراد شعبه الذين يقومون بهذه الأعمال “المقدسة” نيابة عنه في ظرف معين متخذاً من فكرة الدفاع عن الله سبباً يسمح له بالنوم دون ضمير يوخذه. ليتهم يعلمون بأن الدفاع عن الله عذر قبيح يستخدمه البشر لقتل البشر لأن الله لا يحتاج إلى دعم معنوي أو لوجستي. لا تهمني ردود الفعل الرسمية في جريمة اليوم أو ما سبق وما سيأتي، فالقاتل له جماهير واسعة ستتخذه أيقونة لإنجاز مجزرة أخرى، والمقتول له ساحة عريضة ستنتقم له بنفس الطريقة… ويبقى الإنسان هو الضحية. من المسؤول عن جرائم اليوم والماضي؟ من هو المحرض الأساسي والداعم الفعلي لهذه الأعمال؟ في جريمة اليوم ألف سؤال بعيداً عن الدافع الديني والوطني المعلنين. هل برمجة الألعاب الالكترونية دافع رئيس؟ وهل هناك خلايا نائمة تمت برمجتها بنفس الطريقة؟ وهل انتشار العنف في الأفلام وألعاب الفيديو محض صدفة أم هي برامج أعدها متخصصون في النفس البشرية فولوجها بطرق شيطانية. لذلك أدعو جميع سكان الأرض لمراقبة أولادهم فيما يكتسبون من فكر اجرامي مدمر عبر ساعات البرمجة التي يقضونها في رحاب هذا العالم المتوحش تحت شعار “مجرد لعبة”. قد يخرج القاتل التالي من بيتك أياً كان معتقدك. في جريمة اليوم ألف سؤال هل هناك أيدٍ خفية أمنت للقاتل سيارة جديدة وأسلحة حديثة؟ بل هل هناك رأس مدبر استغل هذا الفكر الاجرامي وسهل له أمر الجريمة؟ إذا ما كان هذا صحيحاً فلا بد أن تكون هناك موجة أخرى من العنف قادمة في مكان ما من العالم؟ المسألة ليست في عدد القتلى والجرحى بل في الفكر الذي أدى إلى هذه المجزرة؟ في تهيئة الظروف والأدوات وشحذ الفكر الاجرامي لشاب آمن برسالة شيطانية ترجمها بجريمة إنسانية ندى لها جبين البشرية؟ أعتقد بأننا قادمون إلى عصر جديد من جرائم القتل والابادة، عصر محاكاة الألعاب التي وتحويلها من متعة جهاز كومبيوتر إلى جهاز تدمير ذاتي للعنصر البشري وتحويل سكان هذا الكوكب إلى آلات قتل تعبد الله وتستخدمه، تنادى بالفضيلة وتمارس التمييز العنصري بكل معانيه العرقية والدينية والوطنية. مرة أخرى… انتبهوا، إنها ليست مجرد لعبة. محمد إقبال حرب

2 comments

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s