جلجلة العذاب

في جُلْجُلَة العذاب
بين تلك الفراغات
تتهافت أشباح
تتزاحم أرواح
أجساد بالية
على الخُشبان
يرتقها ألم
بصليب العدم
تُسارع البقاء
تقفز في الفناء
إلى زورق الوهم
في الخضم ترحل
إلى الهاوية
يلاطمها العدم
بأمواج الألم

تختفي الألوان
عند أطراف الزمان
في ثنايا الذل
ويبقى الإحتقار
ليمنع الإندثار
يَصْبَغْ الخُدُود
صِبْغ الغواني
ويُوشِم السجينة
وَشْمَ العَبيد
يَجْلدها بسياط
لجلب الملذات
يدق أسافين
العبودية
ومسامير الشر
بين جرح الكرامة
وندبة الإهانة
فتسكن المشاعر
تتخدر
تموت…

نفس جريحة
رُوْحٌ قَريحة
تَرْحَل بلا جُنًازْ
بلا تأبين
لحدها جسد
لا يبكيه أحد
تخبو النواميس
وتفنى أُخر
بين الصرخات
وارتعاد الفرائص

تركض حواء
خلف الفناء
تجد خلوة
تنزوي في فراغ
في جسد
كان إمرأة
لم تَعُد تعرفه
وتأمل
أن ترحل

لكنه يخرج إليها
ذاك الذي تملكها
تارة بأعراف
وطورا بإعجاف
من وادي الذئاب
يقترب جائعاً
يطلب اللقاء
يندس في الفراش
وقحاً

في قبر جسدها
سادياً

فتخنع بلا خجل
ورويدا, رويدا
تضمحل
في جُلْجُلَة العذاب

محمد إقبال حرب

2 comments

  1. في قصيدته “في جلجلة العذاب” لمحمد إقبال حرب التي تعج بالاستعارات المكنية والترميز هذا الأخير الذي يقيم مسافة بين القصيدة وبين الواقع الذي ترمز إليه، ولكنه لا يلغيه ، فالقصيدة لا تقول حكمة ولا ترفع شعارًا ، بل تبني مستواها الخاص ويتضح استناد القصيدة إلى الصورة الشعرية التي ترفع من شدة العذاب ، وهو من خلال صوره هذه يتفوق على صور وصف الجنة بإبدالها بوصف جهنم، هذه الملامح البلاغية من تشبيه واستعارات ومقابلة وسجع تصبح وحدات صغيرة داخل الصورة الكلية ، على أن التعبير الذي حدث يمثل الصراع واللغة السلسة البسيطة العصرية ورفض الجمود. فالقصيدة تمثل عالما خارجيا متمثلا بالمرأة وربما الذات النفسية، هذا العالم الذي تم إعادة صياغته بكل حرفية عبر أدوات فنية مبتكرة شدت مفاصل القصيدة، ولم تحجب صوت الشاعر.
    لن أطيل عليكم، وأترككم مع جلجلة إقبال والخروج من ثنائية الشكل والمضمون.

    في جُلْجُلَة العذاب
    بين تلك الفراغات
    تتهافت أشباح
    تتزاحم أرواح
    أجساد بالية
    على الخُشبان
    يرتقها ألم
    بصليب العدم
    تُسارع البقاء
    تقفز في الفناء
    إلى زورق الوهم
    في الخضم ترحل
    إلى الهاوية
    يلاطمها العدم
    بأمواج الألم

    تختفي الألوان
    عند أطراف الزمان
    في ثنايا الذل
    ويبقى الإحتقار
    ليمنع الإندثار
    يَصْبَغْ الخُدُود
    صِبْغ الغواني
    ويُوشِم السجينة
    وَشْمَ العَبيد
    يَجْلدها بسياط
    لجلب الملذات
    يدق أسافين
    العبودية
    ومسامير الشر
    بين جرح الكرامة
    وندبة الإهانة
    فتسكن المشاعر
    تتخدر
    تموت…

    نفس جريحة
    رُوْحٌ قَريحة
    تَرْحَل بلا جُنًازْ
    بلا تأبين
    لحدها جسد
    لا يبكيه أحد
    تخبو النواميس
    وتفنى أُخر
    بين الصرخات
    وارتعاد الفرائص

    تركض حواء
    خلف الفناء
    تجد خلوة
    تنزوي في فراغ
    في جسد
    كان إمرأة
    لم تَعُد تعرفه
    وتأمل
    أن ترحل

    لكنه يخرج إليها
    ذاك الذي تملكها
    تارة بأعراف
    وطورا بإعجاف
    من وادي الذئاب
    يقترب جائعاً
    يطلب اللقاء
    يندس في الفراش
    وقحاً

    في قبر جسدها
    سادياً

    فتخنع بلا خجل
    ورويدا, رويدا
    تضمحل
    في جُلْجُلَة العذاب

    محمد إقبال حرب

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s