بمناسبة الصراع على الفوز بحصص الوزارات الطائفية في بلد يفخر بتناحره الطائفي، إن كان من حيث توزير أكبر عدد ممكن من أبناء الطائفة الموالين للزعيم أو من حيث حجم المردود المالي وعدد الوظائف المستهدفة لأبناء الطائفة الذين يدورون في فلك الزعامة المقدسة. بهذه المناسبة أتقدم إلى الشعب اللبناني مشاركتي في المطالبة بوزارة تهم معظم اللبنانيين. وزارة يستفيد منها المواطن بصورة مباشرة ويمكِّن الدولة من استحمارنا لفترة أطول. وزارة تدر ارباحاً طائلة وتوفر وظائف إلى آلاف المواطنين.
أقترح استحداث وزارة للأركيلة “الشيشة”.
نعم للأركيلة، علماً بأنني لا أدخنها. أُصر على وزارة الأركيلة وليس وزارة “الكيف” خوف أن يظن البعض بأنني أضارب على قانون تشريع حشيشة الكيف. أقدم هذا الاقتراح محبة للشعب اللبناني وحرصاً على مصالح الدولة وسعياً لإنشاء وزارة يستفيد منها الشعب بكافة طوائفه ويساعد على كبح الشباب وتهيئتهم ليكونوا نعاجاً في مشروع الاستحمار الوطني. لو نظرنا ملياً إلى مصداقية الطلب سنرى بأن معظم الشباب اللبناني “يؤركل” ليلاً ونهاراً فقط مما يؤكد الحاجة الماسة لوزارة تعنى بشؤون روّاد الأركيلة. لذلك نستنتج بأن الإفادة هي مصلحة مشتركة يستفيد منها المواطن والدولة على حدٍ سواء. لنستعرض سوياً منافع وزارة الأركيلة للطرفين.
منافع المواطن:
- يمضي وقتاً طويلاً بعيداً عن التفكير بمستقبله فلا يشعر بقلق أو صداع.
- يتجمع الشباب في بؤرة واحدة مما يوفر عليهم عناء البحث عن مراكز ثقافية أو ترفيهية تناسب ميزانيتهم.
- قضاء الوقت وقتله في جو تافه لا يكلفهم عناء الجد والمثابرة في المراكز الفكرية أو الرياضية.
- إمكانية إضافة بعض المكونات على خلطة المعسل أو التنباك لتحسين المزاج دون حرج.
- توفير قدر كبير من المال الشحيح، فمصاريف المقاهي لا تتيسر بسهولة لمعظم الشباب.
- تمضية الوقت مع شباب يماثلهم في البطالة وتفاهة شهاداتهم الجامعية التي لم تشفع لهم بوظيفة تقيهم العوز.
منافع الدولة:
الدولة هي المستفيد الأول من هذا المشروع رغم أن المستفيد المباشر هو الشعب:
- استحداث هذه الوزارة سيقلل من الاحتقان الناتج عن قلة الوزارات لتلبية حصص الطوائف.
- ضمان انشغال الشعب بتوافه الأمور بسبب “السطلنة والسلطنة”.
- مع تقنين “الأركيلة” من خلال وزارتها ستجني الدولة ضرائب كثيرة منظورة وغير منظورة.
- تكثيف الدعاية عن منافع الأركيلة ومساهمتها في النمو الوطني سيدعم تقارب الطوائف “أركيلياً”
- ضمان عدم تحرك الشباب للبحث عن وظيفة أو البحث عن مستقبل.
- توفير مراكز حكومية لتدخين الأركيلة أوفر من بناء مكتبات عامة أو أندية رياضية ناهيك عن مراكز الأبحاث التي تخافها الحكومة.
- ضمان تدمير الثروة الحرشية في لبنان في سبيل تأمين الفحم الطبيعي مما يخفف العبء عن وزارة الزراعة التي تشهد تصحر البلاد بفرح وسعادة، لأن لبنان الصحرواي سيكون خليلاً لبلاد الخليج.
- التخلص من أكبر عدد من المواطنين قبل سن التقاعد مما سيخفف عبء الرعاية الصحية الغير متوفرة أصلاً.
- تقنين المقاهي المتخصصة يساعد في خلق وظائف عديدة تضمن لأي طائفة انفراجاً اقتصادياً.
- تأمين مافيات تتحلى بغطاء وزاري لتهريب المعسل والتنبك والفحم أسوة بالكهرباء والماء مما سيؤمن دخلاً إضافياً لأصحاب الأغطية الكشميرية المضادة للقانون.
- إمكانية تعاقد أصحاب المال مع الصين لتوريد معسل صناعي يسرِّع بالتخلص من الشباب ومشاكلهم الاجتماعية التي لا حل لها مع التنافس الطائفي على الوظائف الحالية.
لو بحثنا في عمق أكثر سيتفتق ذهن المواطن والدولة عن منافع كثيرة أخرى أقلها ضمان بقاء لبنان في المركز الأخيرة من الشفافية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على وجوده في المراتب الأولى في الفساد والتلوث والطائفية بسبب “تسطيل” الشعب بالأركيلة.
من هنا أطالبكم باسمي واسم “المأركلين” ومن لفّ لفيفهم التفكير جدياً في إنشاء وزارة “الأركيلة”، أركيلة دخانها أسود كمستقبل الشباب، في بلد يحترق على أركيلة الوطن بجمار التخلف والطائفية والمحسوبية.
محمد إقبال حرب
مؤسف ومؤلم ما تشهده مجنمعاتنا من نكوص وانهيار في المنظومة القيمية، تحيتي واحترامي
إعجابLiked by 1 person
نعم أديبنا الكبير لطيف عبد سالم، انهارت منظومة القيم تحت قصف التخلف والإرهاب في عصر الإرهاب المتألق
دمت حراً أبياً
إعجابإعجاب