في ليلة ظلماء شحيحة الأنوار
عديمة الإلهام سابلة الأوتار
سمعت ضوضاء هزَّت كياني
وضجيج في بيت أسراري
تزاحمت إليَّ بنات أفكاري
خائفات نادبات في دياري
فملهمتي قد ولَّت عنَّا هاربة
خائفة ظلمي وشر أفكاري
هكذا قالت قبل رحيلها
وغيابها عن حدائق أشعاري
ركبت فرس الأحلام مستعجلاً
وأردفتُ خلفي بنات أفكاري
فوجدتها بين عشقي وأسراري
تقطف أشعارا ًكنت أنظمها
وتحمل قوارير قطَّرتها أفكاري
خائفة راجفة سالبة أسراري
تسارعت بين وردي وأزهاري
ترشف رحيق العشق خازنة
وتقصُف براعم أشعاري
فاض كيسها وأمحلت دياري
وقالت هذا جزاؤك سيدي
تعشق خيالات أوحاها خيالي
وترفُضُ سديم عشقي وأمطاري
لن أعود إليك
لن أُقبِّل يديك
لن أُضيء بعد اليوم أنواري
محمد إقبال حرب