هل من بقايا رحمة؟

مع صلاة العيد سمعت التهليل والتكبير
مع التهليل والتكبير رأيت وجوهاً نضرة… أطفالاً باسمة… ملابس جديدة تعانق أرواحاً تُهامس بهجة العيد، تتسابق إلى هناك حيث بهجة البعيد، يرفلون بثياب فاخرة طامعين بالهدايا وزحمة المواعيد… ينتظرون المزيد

مع صلاة العيد تراءت لي أطياف بشر قادها القدر على غير هدى، أصواتهم كصفير الريح في دهاليز الفوضى، أشباحهم تسابق الموت إلى دثار الفناء قبل أن يصطادها خطَّاف الجياع بصنّارة المذلة

إنهم الصوامون أبد الدهر، ليس احتساباً بل خوفاً من سياط القهر. لا يفطرون عند سقوط شمس المغارب في لجّة الأفق، لا يتسحرون قبل صياح الديكة. رمضانهم مستمر منذ الأزل ليس ايماناً واحتساباً بل جوعاً وقهراً، جوعاً من تخمتنا وقهراً من جبننا. شعوبٌ تحلم بكسرة خبز من فتات موائد “المتقين” الذين لم تنههم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر. وهل من منكر أعظم من ترك الجياع يلوكون أخبار تخمتنا على بطون خاوية؟

يحلمون أن ينتهي كابوس الحياة بشربة ماء قاضية، بلحظات أمان تقدمها رصاصة رحمة إلى فم يابس ليرتوي من بقاياه فناء رحيماً

أيها المسرفون… أيها المعَيِّدون… أيها البشر

هل من شربة ماء لأخ سلبناه انسانيته؟

أو شطيرة خبز لصديق في القرن الإفريقي؟

بل وسادة سلام لمن آمَن بالعروبة فخانته؟

شربة ماء إلى شريد … بسمة صادقة لرفيق الوطن في عشوائيات الحضارة الزائفة، بل حفرة طاهرة في أرض الأموات

هل من بقايا رحمة تُنقذ من في الأرض طمعاً برحمة من في السماء؟

محظوظ هو من يسمع كلمة “كل عيد وأنتم بخير” من قلب سليم

محمد إقبال حرب

2 comments

  1. إنهم يكبرون ويهللون في المساجد وحول الكعبة بعدها يتبارزون بمن يذهب الى الكعبة مرة ثانيه وثالثه وربما عاشرة يتغنون بضيافتهم ويتبارزون بالزينه وبين كل ما يفعلون نسو أن يعبدو الله حق عباده ونسو ان يطوفو قليلا حول الفقراء

    Liked by 1 person

    1. يفترض أن تكون العبادة بين الله وعبده، ولا تحتاج إعلانا ووساماً والاسراف للحصول على لقب حاج خاصة وأعداد الفقراء تتنامى بسبب الجهل. كلما ازداد عدد دور العبادة وتقلص عدد المدارس كلما ازدادت العلاقة الوطيدة مع الفقر والفناء.
      أطيب التحيات

      Liked by 1 person

اترك تعليقًا