بين النعيق والنهيق

هل سمعت يوماً نعيق بوم أو نهيق حمار فتشاءمت وعدت إلى دارك متطيراً خوفاً من الأقدار؟

هل عدت بعد ذلك إلى دارك سالماً غانماً وفتحت التلفاز أو المذياع للتسلية بسماع الأخبار؟

نعم، فعلتها ورب الأرباب لكنني ندمت ندم الكسعي حتى وجدتني أشتاق الشهيق والنهيق دون تريث أو انتظار .

رأيتهم موزعين بالتساوي على شاشات التلفاز دون انحياز في جلسات أشبه بالنميمة وبث السموم منها بالحوار البناء. رأيتهم يتمنطقون بأقنعة مضادة للحياء والصدق  والخجل، يتنكرون بألقاب حصلوا عليها بوسائل مختلفة. فهذا  محلل محترف وذاك من الهواة، هذا سياسي محنك وذاك من الغواة. الكل “يغرد” محللاً مفتياً  وكأنه من الأخيار ويبث شذرات الفتن كأنما يوزع هدايا عيد الميلاد. كلهم أصبحوا جهابذة معرفة وعلماء دنيا ودين يفتون بالمصير وكأنهم يملكون مفاتيح القرار. يقيِّمون بعضهم بعضاً موزعين شهادات حسن سلوك أو شهادات قدح وذم وكأنهم على صراط الحق قيِّمين.

يا لوقاحة المتكلمين زعماء وساسة وهم أتباع لهذا وذاك كأذناب قصيرة لا تنفع حتى في طرد الذباب عن مؤخرة البهائم ومع ذلك يفخرون بما يدلون من أقوال تصاريح في نقاشات أصبحت مستهلكة همها تفرقة الرعاع وأخذ البلد الى ضياع. أتراهم مرتزقة أم مسترزقة يتخذون الكلام وسيلة حياة كآفات طفيلية همها التكاثر وإشباع نهمها دون الاكتراث بالجسد المضيف؟

نعم الجسد المضيف، فهؤلاء كلهم أغراب عن الوطن ودخلاء لأنهم لا يكترثون لشعب وأرض وبهائم. كلهم مصاصي دماء وناشري وباء يفخرون بكمية الدمار التي يحدثونها في مزرعة البيك المنافس. الكل يشمت بويلات الآخر التي صممها وساعد في إضرام نارها.

بعد محاولتي اليائسة على تحمل برامج “الخوار” خرجت من داري باحثاً عن البومة والحمار طالباً الرحمة والاستغفار لجهلي بنعمة أقوالهم وبراءة أفعالهم.

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s