مخلوق وهمي يرافقني، بل يعشق ظلي وأوهامي. يخبرني عن طفل حالم كان في الماضي يعرفني.
أخبرني عن وردة عشقتني في غابة كنت أسكنها.
عن حلم كان يغمرني في أيام منسية.
لكن الذكرى خانتني في رشف عبق بشريا.
أخبرني عنه المخلوق وقال عنه أزليا.
جمعت سنيني وأوراق ظنوني وعبثت في زوايا حنيني فلم يخفق بي الشوق إلى غابة منسية حيث عشقتني تلك الإنسية.
وحين كانت السماء تعد النجوم، والرياح ترشف الرحيق أخبرني عن يوم تسَلَّقت فيه القرنة السوداء وقطفت نجوم السماء، وعن رحلة بين شفاه البراءة وعيون أكثرت فيها القراءة، قراءة الحب والغوى على صحائف ملونة بلون حواء.
حروفها حفرت رموز الوهم برموش معذبة على صحائف كانت ملساء كالحقيقة الضائعة. رجوته أن يصمت فعذاب النسيان أعتى من سكرات الموت. لكنه لم يحفل بي بل راح يردد في فضائي حكاية فراشة برية حملتني يوماً إلى أرض قصية. قال بأنني تركت فيها نجوم السماء وعبق الوردة الفيحاء بعدما رَقَصْتُ رقصة مجنونة مع أجساد لا وجود لها إلا بين أعناق الوهم حتى سكتت العصافير وهبت نار الشوق بين دقات القلب فاشتعل وجودي واضحيت رمادا… فوافاني الوهم وبعث في ذاتي الحياة.
يا رفيق الوهم أنت الحقيقة الوحيدة في حياتي … هل تعلم بأنك جئتني من الوجود الغير موجود كي أدرك سر الوجود؟
هل تعلم بأن الوهم حقيقة منسية؟
أتركني وعد الى هناك حيث نهاية الأشواق واتركني رمادأ في عناق لا أذكره. أعد نجوماً لم أقطفها وأشتم زهراً لا عبق له… دعني يا رفيقي فهذه نهاية الطريق التي أعيش فيها بلا ظل وأركن بلا طفولة أشتم عبق البقاء في صحراء الوهم وأرشف السعادة من سراب
محمد إقبال حرب