سارق المفاتيح

إن كل لحظة من عمر الإنسان هي قصة خلاَّبة لكينونته وخلاَّقة لبني بـِجْدَته لو أدرك سر السرد والعبارة. في مكنوناتنا مشاعر أكبر من الكلام ومشاعر نخاف أن يدركها سوانا .ندفنها حية

مشاعر مثيرة أضحى ذكرها من المحرمات. من تكلم بها لسعه سوط الطغاة فأدمت يقظته وشلَّت أحلامه. عصفت بنا مشاعر غريبة، أصابتنا أعاصيرها بخراب ذاتي مدمر.
لكن هناك في عمقنا المظلم الذي نخاف إضاءته كلمة طلسم تنير الدهاليز وتشفي الجراح كالبلسم. بحثت عن معناها، مغذاها، بل مرادف لها… لم أفلح

في البدء كانت الكلمة وفي النهاية لن تزول

 أي كلمة تلك؟

أجل يا أنا أية كلمة تلك؟

من أنا حتى أدرك كلمة بعينها. ربما هي مجاز كل الكلم وربما هي كلمة طويلة جداً تحوي كل كلام أهل الأرض. كلمة لا يقرؤها إلا إله.

ما همني من كلام الآلهة وأنا إنسان بسيط بالكاد يدرك من هو. لذلك أريد أن أعرف من أنا،  لأفهم دروب البقاء قبل وعد السماء،  كلمة تفرق بين منافذ الخير والبلاء

لا، بل أريد مفتاح وجودي، كلمة السر علني أجتاز عتبة الضياع إلى خضم الصراع بين حرف ويراع.

لكنه ضاع يوماً كان الليل مزمجرا حين سمعت ضجة في لجة… تلاشيت حيث كان وسقطت  الألحان بينما السؤال يصدح في فضاء كياني باحثاً عن المفتاح دون جدوى

هل أخذه سارق المفاتيح؟

أم توارى في مهب الريح؟

ربما أضحى قربان بنت يفتاح

أو ابتلعه ثعبان شرير؟

لا بل غرق في بحيرات الدماء

تاه بين الأشلاء

بين حقد وتكفير

وصوت وطن مرير

حين أرق وجودي

اجتاز حدودي… وقرر المصير

محمد إقبال حرب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s