لماذا سيحبنا العالم؟

 

لماذا سيحبنا ذاك العالم ؟ا

ما زلت أتساءل ومنذ فترة طويلة لماذا يخاف العالم الإسلام والاسلاميين حد الكراهية؟
بل أتساءل لماذا أصبحت كلمة اسلامي ومرادفاتها من اخواني ومجاهد كما سلفي وغيرهم مخيفة توحي بالارهاب والدمار وخراب الديار في العالمين العربي والاسلامي, بل لماذا أصبحت كلمة مسلم مرادفة للقتل والهمجية.

هل هناك من يتساءل معي؟
لماذ أصبحت منتجات كل وسائل الإعلام الناجحة هي التي تضم قاتل مأجور أو مجرم حرب محترف من العالم الأسلامي؟ بل لماذا أضحت محطتي الجزيرة والعربية وغيرهما لا يعيشان إلا على تأجيج الفتن في بث الضغائن الطائفية والعمل الدؤوب على إذكاء نار الفتنة تحت اسم الربيع العربي الذي لم نشتم من عبقه سوى رائحة الدم ولم يُنبت إلا الاصولية والسلفية في مواطن كانت يانعة بالمحبة والالفة والتسامح في اطار الديانات السماوية.

من يقتل الأبرياء بدم بارد بالتفجير والقـنص والتفخيخ؟
من أفتى بجواز قتل إنسان بناء على دينه أو مذهبه.. بل من أفتي بضرورة تدنيس مقدسات من يخالفه الرأي ليـُكفـِّر عن ذنوبه؟
منذ متى أصبحنا نختم جباه المواطنين ب” كافر” و”مؤمن” ونصنفهم تارة بعدو وأخرى بصديق
هل نحن ضحية عدو أم حبيب ؟

أسئلة كبيرة.. اسئلة كثيرة تجوب رأسي الصغير

هل من مجيب ؟؟؟… لا أتوقع جوابا عل هذا السؤال أو ذاك لكنني سأتساءل مرة أخرى عمن سلب أطفالنا طفولتهم وأعطاهم القنابل ليلهوا بها ؟

من غمس مصاصتهم الحالية بدماء جارهم حتى عشقوا الخوض في بحر من الدماء؟
ولماذا تتصدر المرأة العربية قائمة “عبيد الجنس” في كل المنتديات التي تعني بحقوق المرأة.
هل هذا كله من فراغ؟

ربما هي نفس المؤامرة التي يخفيها عـفريت علاء الدين في مصباح غربي لعين كما قالت العرافة الاميريكية ذات يوم.
وربما هي تلك اللعنة الأبدية التي علقتها ساحرة يهودية في عنق نملة تائهة في غيابات عقولنا.

نعم اسئلة وأسئلة تخيفني وترعبني …بل ترعبني أكثر عندما يصدح المجاهدين بأن الإسلام هو دين السلام بينما يضعون المتفجرات هنا وهناك. من هو ذاك الذي تجاوز حدود البشر فذبحهم كالنعاج تارة باسم الله وطورا باسم الثورة. بينما الحاكم يذبح الجميع باسم سلطانه المعظم….
أفلا ينظرون إلى أن جثث البشر أصبحت أقل قيمة من فخذ بقر؟
مع كل هذه الأسئلة الهاربة من أرواح جثث بريئة تلاحقني مستغيثة أعترف بالخوف.

كما أخاف عندما أسمع بأن دين التسامح لا تسامح بين أفراده ضمن العقيدة الواحدة. فهذا يمسك بابن وطنه متلبسا بطائفة أخرى أو تابعا لدين غير الذي يعتنق فيذبحه أمام كاميرا تصور بطولته بينما يصدح “الله أكبر”.
أخاف أكثر عندما يقطع أوصاله ويمثل بجثمانه.
أرتعش عندما يكون القاتل شاباً يافعاً تعلم القتل والحقد والكراهية قبل الفطام… أخاف أرتعد عندما تصبح لغة الغاب هي اللغة الرسمية في وطني. وأن يصبح التكفير سمة الإيمان والاعتداء على دور العبادة صكا لدخول الجنة.لكن أي جنة تلك؟
إن هي إلا نار تصب على عقول الجهلاء والذين تم غسل أدمغتهم بمساحيق الطغيان المغلفة بقشرة إيمان تتقشر عندما تغلب المصلحة الشخصية.
أخاف أكثر من المجاعات المصطنعة التي لا تـُفرج إلا على يد من يناولك السلاح بيد ولقمة العيش بيد أخرى… ولن ترى اللقمة الثانية قبل تبلل الأولى بدماء أخيك الذي لم يرض عنه سيد الجماعة.
بل أشعر بالقشعريرة عندما تغتصب النساء وصاحب الأمر يتجاهل الموضوع وكأنه لم يكن…. كيف أصبحت أعراض الناس بهذا الرخص وهذه التفاهة التي لا تسترعي انتباه القضاء وأولي الأمر.
أي أولياء أمر ؟
هل يعلم أحد من بيده الأمر؟
هل صاحب الأمر بالداخل أم الخارج؟
ليتكم تعلمون بأن أوطاننا أصبحت نكرة, وشعوبنا أصبحت مسخرة, وحكامنا يشار اليهم بالبنان على تجارتهم بالأوطان. أي أوطان سيفرزها القتل والتدمير والهمجية؟ أُبشركم بدول تتفكك في خريف مزلزل وبراعم امارات متناحرة تطفو على سطح الحقيقة في ربيع أسود …
نعم أبشركم بغد أسود شياطني زرعته أيديكم..
أبشركم بقرون ابليس تنبت في دياركم تنطح وجودكم بالذل والهوان …
أبشركم بعودة الاستعمار المباشر بعد دمار شامل جلبته أيديكم السوداء.
اضحكوا….اضحكوا كثيراً أيها الأغبياء قبل أن تدركوا بأن سفينتكم غارقة وبوصلتكم كانت مع قبطان أمي قبل أن يهديها إلى غانية.
أضحكوا على الحقيقة التي طمسنا إذ وارينا الجثث, وكتمنا النفس وقلنا بأن الثورة على الحاكم كفر… وعندما كفرنا وثرنا…كفرنا بحق وقتلنا صاحب الرأي المختلف.
ما أروعنا عندما نقتل باسم الله… ونسمي الضحية شهيدا فنوزع عن روحه بعض الصدقات بينما نحمد الله على نجاح حقدنا.
ونتساءل لماذا يكرهنا العالم ؟
بل أتساءل لماذا سيحبنا ذاك العالم ؟ا

13 -4-2017

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s