بذور داعشية

داعش فكر متأصل في بلاد العربان، أينع في العقول الضحلة قبل تسميته فكان مبهما. وبعد نضوجه خرج مستنفراً وعاث في الأرض فساداً. تجلى فاتخذ اسماً وأعلن دولة دون هوادة. ناصره العربان ودعموه بالمال والرجال وأطلقوا العنان لكل فاحشة باسم الله، من قتل وذبح وجهاد نكاح. من عبث بالعقول وهدم للحضارات والسعي حثيثاً لبسط شريعة الغاب والعود بنا إلى الوراء.

نجح داعش بكل معنى الكلمة رغم هزيمته العسكرية التي نحتفل بها مع أشقائنا العراقيين بكل فخر واعتزاز على هذا النصر العسكري الذي أطاح بـ “المجاهدين” القادمين من أقطار العالم ليقتلوا الرجال وينكحوا السبايا ويدمروا بلادنا متعاونين مع أعداء الأمة بكل إخلاص.

وفجأة تبخرت داعش… لم نر فلولها أو أجداث مقاتليها. تبخرت بقدرة قادر في سماء الكراهية لتتجمع في سماء قِطرٍ مسالم وتمطر عليه سماً زعافاً يقض مضاجع أهله في رحلة جحيمية.

خرجت داعش لكن فكرها التكفيري الذي ترعرع في بلاد العربان وعاد بهم القهقرى إلى ما قبل الحضارة الإنسانية مازال يزهر براعم قادرة على النضوج والانفجار في موجة جديدة قد تكون أعتى، ناهيك عن الخوف والرعب الذي تأصل في المحيط الذي تواجدوا به لسنوات. سنوات من قتل النفوس وسلبها، بتر الأوصال وزرع الخوف والجبن بين ركام التهجير والتفجير. والأخطر هو الاستحواذ على عقول وقلوب الأطفال ببطشهم فبات الأطفال الذكور براعم داعشية تنتظر دورها في إتمام المهمة الشيطانية. أما الإناث فلكل منهن دور في تغذية الشهوات الجنسية لأفراد قطيع الذئاب.
داعش لم يأِتِ من فراغ، بل هو نتيجة الجهل والظلم والاستبداد المنهجي الذي زرعه الاستعمار وتولى صيانته حكامنا. بذور داعش تتواجد في البيت والمدرسة والمؤسسات الحكومية فكراً متأصلاً يتجلى في المعاملات اليومية والممارسات الغير أخلاقية التي تتخذ ألف قناع وقناع. قناع الطائفية، قناع العنصرية، قناع الاستعلاء والاستكبار، قناع الحاكم وزبانيته، أقنعة صفدت كل المعايير الأخلاقية والإنسانية طبقاً لمواصفات الخنوع والجبن التي أرادها الحاكم ورجال الدين والسلطة على حد سواء. كلهم يعشق  ويمارس الفكر الداعشي تحت أسماء مستعارة وأقنعة مزيفة وكلهم يقدمون شعوبهم ضحايا على مذبح المال والسطة.
لا تفرحوا كثيراً فداعش في كل منكم بذرة زرعها الحاكم والاستعمار منذ أمد بعيد. ها هي في بيات تنتظر البيئة المناسبة التي ينظمها حاكم جديد أو استعمار مستتر.

تخلصوا من بذروكم الداعشية بتزكية بذور المحبة والعطاء والوفاء في قلوبكم، بالعلم والمعرفة في عقولكم. ارتبطوا بالإنسان والأرض لتبنوا وطناً لا تتسلل إليه آفات الخيانة والحقد والكراهية.

تخلصوا من كل فكر تكفيري، عنصري، استبدادي وتخلصوا من كل حاكم يسقيكم كراهيته في كؤوس موتكم ليتربع على جثثكم يوم يعتليها مزهواً بنصره على أبناء وطنه.

محمد إقبال حرب

3 comments

  1. نعم قرر الأمريكان أن تختفى داعش وسحبوامنهم كل كاميراتهم الحديثة ومخرجيهم الأمريكان الذين نجحوا نجاحا مبهرا فى تصوير المدابح المنظمه وتلك الملابس البرتقاليه التى كنا لانراها أل فى سجن جوانتاناموا لقد نجحوا فى أدخال الرعب ألى قلوب العالم ليس من الدواعش فقط بل من كل ما يتصل بالأسلام لتبدأ المرحله الثانيه وهوا القضاء على الفكر الأسلامى المعتدل الصحيح عن طريق من هم أكثر أرهابا وهم الشيعة المنتصرون كارهى أهل السنة كارهى صحابة رسول الله أن هذان الدولتان أمريكا وأيران اللذان خدعا العالم كله بتمثيلية العداء لبعضيهما لقد خاض الأسلاميين حروبا كثيره فى أفغانستان والشيشان ولم نرى تلك المشاهد أل بعد دخول أميكا ألى العراق بمساعدة الشيعه وأيران المهمه لم تنتهى بعد الحرب فى العراق كانت حربا صليبيه هذا ما صرح به بوش

    إعجاب

  2. نعم انتهت مهمة أمريكا بالاكتفاء بمطالب إقامة قواعد أمريكية في الموصل وسورية وترحل داعش بمن معهم إلى أماكن أخرى تحقق مطالب أمريكا، نعم البذرة موجودة واتهموا ذكورا واناثا، منهم من يتعلم فن القتال والاناث فن الرواية، الحرب مظهرها طائفي ولكن هي السياسة الأمريكان بتحطيم أكبر دولتين عربيتين ذات صبغة تاريخية وحضارات قديمة، رائع د.كمال. محمد

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s