صحابي مفقود

بعد قرون من السهر الملعون وحيرة العلماء عن سبب اختفاء صحابي غير معروف لكنه بالحصافة والفصاحة موصوف، أدركهم القدر بما لا يملكون من خبر.

حطت الرحال بعلج سمين في بلاد المسلمين حتى ظنوه خنزير لعين. لكن كان في صحبتة غادة شقراء تنزلت من السماء قالت بأنه بعلها وصاحب أمرها وأمر كل البشر كما نص دستور العلوج. هدأت سريرتهم وعلِموا غلطتهم بعد أن شرحت لهمعميق ايمانه وسحر بيانه. أرسلوا إليه خانعين صاغرين فرد رداً مزبداً مندداً، صارخاً مستوعدا بتدمير بلادهم واستباحة أملاكهم إن لم يقدموا الطاعة والجزية خانعين. قدموا له الطاعة مطأطئي الرؤوس، لا يرفعون إليه نظراً فيستشيط غضباً، ويزيدهم رهباً ويمنع عنهم الزاد والعتاد.  فهو ملك العلوج، عظيم الملك والشأن ولديه مفاتيح السلطان في كل مكان . وهم شعب لا يملك إلا ما جادت به خزائن الأرض وتاريخ سلف أصابه التلف يجترونه كالعلف، يكرهون العمل والتفكير إلا بالنكاح وطعن البشر من الخلف.

لعنهم، وشتم كبيرهم وصغيرهم فما استطاعوا أن ينكروا غلظته أو أن ينفروا من زوجته طمعاً في بركته. أمرهم بجمع الكبير والصغير، والوقوف في حضرته طوابير لتقديم القرابين وشرب نقيع قدميه عربون احتقار بين ليل ونهار.

وقف على المنبر وقال الله اكبر، ثم فند لهم أخطاء صلاتهم وسوء تصرفاتهم واستشهد بسور لم يسمعوها وقرأ أحاديث لم يفقهوها. سألوه عن سبيل رضاه فقال بأن مصالحة أبناء العم من بني اسرائيل مبتغاه، وقتلم ن عاداهم وعاداه. فقالوا آمين وخروا له ساجدين. وطلبوا المزيد من أمره الرشيد.

جمعوا له الكلاب الجائعة، والقطط الخانعة وقدموا الجزية صاغرين وهم يقسمون باللات والعزى بأن ينسوا فلسطين وغزة، وأن ينكِّلوا بأعداء إسرائيل وحلفوا أغلظ الأيمان بأنه أعظم من الشيطان فزادهم من فقهه دستورا، وأمرهم بأن يمحوا شعار الحرية والديمقراطية بالنار والحديد وذبح من آمن بغيره من الوريد إلى الوريد فما ردُّوا عليه طلباً. لكنهم بهتوا بما كفر وقالوا له: واعجبا، من أين جئت بالحكمة؟

قال ألا تدرون بأنني الصحابي المفقود، عالم جليل ورثت العلم بالتطبيل والتدجيل حتى أصبحت ملك العلوج فإياكم ومعارضتي كي لا أفتح عليكم ابواب كراهيتي وأطلق عليكم يأوجوج وماجوج. احملوا رايتي وسيروا خلفي كالنعاج وقدموا مالكم وأهلكم في سبيل التاج.

ردُّوا عليه بالايماء موافقين حتى صلى عليهم صلاة الكفر والاستهتار وحلل لهم ما كانوا يفعلون من غدر وقتل ليل نهار. بارك عبوديتهم وعمدهم عمادة الشيطان فخروا له ساجدين طمعاً برضاه… بعدما نصبوه عليهم إله.

محمد إقبال حرب

One comment

  1. أتحفظ على لفظ صحابى لكنى مع ما قصدتموه قلبا وقالبا هوا ليس صحابيا وأنما مختلا تبعه مختلون ركب ألة الزمن أراد أن يعود لزمن الفضيلة فأختلت به هذه الآلة تارة تقذفه ألى عصر الجاهلية وتارة ألى العصر الأسلامى ثم ألى بقية العصور فتشوشت أفكاره فنتج عن ذلك فكر أشبه بصفيحة القمامة تختزن بداخلها كل سىء وبقايا نظيف فتتعفن جميعها فلا تنتج ألا قذارة تأنفها النفوس

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s