كم أحسدك يا نبي الله يونس على حُوتك.
نعم يا نبي الله حُوتك الذي ابتلعك ثم أعادك.
أحتار إن كان يجدر بي الإشفاق عليك أم يجدر بك أن تبكيني….
فلم يكن لديك إلا حوت واحد… وفي بلادي ألف حوت وحوت… بل آلاف الحيتان.
في بلادي حيتان تأكل البشر. تبتلع الشمس والقمر.
حيتان بلادي لا تلفظ شيئاً مما ابتلعت… وحوتك كان قد لفظك بعد ثلاثة أيام.
في بلادي وحوش تحكم الإنسان … وتعاملهم “كالجرذان”.
حُوتك يا نبي الله يسمع لربه وحيتاننا تسمع لشياطينها.
تأكل ولا تشبع… تدب في أجسادنا كأنها لا ترَ ولا تسمع.
تبتلع البشر والحجر، تأكل الحيوان والثمر.
حيتاننا تأكل اللحوم والدماء… وما كان في الأحشاء.
حُوتك يا نبي الله حيوان أمي يخشى ربه. وحيتاننا تشبه البشر تقرأ كتب السماء وكأنها ما قرأت وعظا وعبر.
حيتاننا يا نبي الله تَرِث وتُوَرِّث ما في أحشائها … ورثت آبائنا وتورث أحفادنا … ونحن في بطونها في عداد العبيد.
قد نَعِمْتَ يا نبي الله في بطن الحوت…وعدت نبياً.
أما نحن فبين حوت وحوت… نموت ثم نموت.
نُشرت في 2011
محمد إقبال حرب