تجتاحنيِ موجةُ غباءِ
مصحوبةٌ بالبكاءِ
بَلْ موجةُ ضياعٍ تسرقُ الرتابةَ
تشربُ مدادَ قلميِ
تَمْسحُ عَرَقها الأسودَ بورقيِ الأبيضَ
فيغمرنيِ النهارَ بثوبِ ليلٍ بهيمٍ
يستقطبُ أحلاماً شاردةً
تصبغنيِ بلونِ فرحٍ منسيِ
وسكونٍ يرتلُ صلاة الخلاصِ
على قيثارةِ ضياعيِ
يثير اللحن أشباحَ الكوابيسَ
فتخترقُ وحدتيِ
معَ صفيرِ الأفاعيَ
تمزقُ كآبتيِ
يَعتريني ذُعرٌ فأنسىَ كيفَ أخافُ
أبحثُ عنه.. لا أجدهُ
أطلبُ الغوثَ شكيمةً
أبعثرُ صراخيِ …
أبحث عن بُقْجَة سلامي
مَنْ سَرقَ حُضنَ الأمانِ من رحمِ الخوفِ؟
أستنجدُ بسيجارةٍ
تُخمدها برودةَ دميِ
فنجانَ القهوةِ يرفضنيِ
ما عدتُ أملكُ زمامَ أدمعيِ
تفرَّقت روافدها
فاجتاحَني طُوفانُ الغربة
اخترق جفاف مشاعري
فجَّر ينابيعَ أحزانيِ
مزقُ جدرانَ وحدتيِ
وجرفنيِ بلاَ استحياءٍ
قررتُ ألَّا أقاومَ
أنْ أغرقَ لأقابلَ الفناءَ
أعاتبهُ … أصفعهُ على تقاعُسهِ
اقتربتُ منه … تجاهلني
حاولتُ صفعهُ
فقال سأنساكَ… ورحلْ
تباً للخلود
هلْ سأعيشُ خالداً بضياعي؟
أم سأقترنُ بوحدتيِ؟
لَمْ أعُدْ أهَتَمُ لقدومِ القطارِ
مع أننيِ قررتُ الرحيلَ
أي قطارٍ؟ سألنيِ عابر سبيلٍ
لا أدريِ، لكننيِ أسمعُ صفيراً
أيُ قطارِ سألنيِ أُخرى؟
رأيُ الجماعةِ هو ضالتيِ
قطارُ المجهولِ سحرُ الخلودِ
رأفَ لحاليِ ذاك الغريبُ
ناولنيِ قناعُ البهجةَ
هلْ أكذبُ على ذاتيِ؟ أردفت بخجلٍ
تبرَّج … قالها المجهولُ
أأنتَ كذلكَ؟ أردفَ غبائيِ
تركنيِ أنظرُ إلى صفحةِ ماءٍ راكدةٍ
أعجبنيِ وجهيِ البهيجَ فأطلتُ النظرَ
هزتنيِ رعشةُ الصدى على حينِ غرَّةٍ
شنَّفتُ للصفارةِ أُذُنيَّ… سمعتهاَ
حملتُ أمتعةَ بقايايَ وبيِ شغفُ المزاحمةِ
لم أرَ راكباً غيريِ
تحسست قناعي، بشت أساريريِ
وانطلقَ القطارُ إلى هناكَ
إلى هناكَ
ذاتَ يومٍ سأعرفُ ما هناكَ
نُشرت في صحيفة الوطن العربي:
http://www.alwatanelaraby.com/2016/02/blog-post_84.html