نشرت بتاريخ 15 تشرين أول 2011
عندما تنطلق الرصاصة بأزيزها لا بد أن تصمت في جسد. وعندما تصمت لا بد للجسد أن يئن مودعاً،
مودعاً روحه وعلة وجوده.
روح رحلت وصامتان تآخيا على مضض.
لا تحفل الرصاصة لبشرة تمزقت أو لبشر يئن.
إن هي الا رسول لسيد لا تعرفه.
جاءت من حيث لا تدري لتخترق حجبا لا تعرفها.
اخترقت ومزقت ثم ازهقت روحاً ونهر دماء فجرت.
إنها الآن سيدة القدر في جسد كان لبشر.
استقرت دون متاع وصمتت خرساء صماء… لا تكترث بمن سيُدفن او من سيرث.
استقرت الرصاصة وهلل صاحب البندقية لإصابة الهدف.
الهدف عدو… والرغبة انتصار.
أي هدف ؟ أي انتصار ؟
بل من هو العدو ؟
أهو عدو محتل؟
أم سارق وطن لا يمل؟
أهو ممن آمن بالله على غير وسيلة فأخرجته الرصاصة من الحياة ذليلا ؟
أم كان ممن يعترضون طموحا فأبعدته الرصاصة الى العدم.
لعله هذا المسلم أم ذاك النصراني.
بل قد يكون شيعي متخفي وسط النهار أو سني هائم خلف الديار.
هل هو عميل مندس؟ أم مواطن منشق ؟
ولعله ثري لا يرحم فقير أو معدم لا يستحق الحياة.
ربما أخطأ الهدف واستدركه بقتل جار ضل السبيل فأرشده برصاصة.
ربما وربما وربما…
ليس مهما أن تعرف الجواب !!!
المهم بأن هناك من تأكد بأنه على صواب فأنزل باسم الله العقاب.
على هذا وذاك أطلق رصاصة لينشر العدل فينكشف له الحجاب.
هذا ما يحصل وهذا ما يدور لنرحل زرافات إلى القبور… ومع ذلك يبقى القاتل سعيدا مسرور.
فمن هو ذاك الذي أخذ من الله عهدا فعرف ما في الصدور وقرر بان عدله هو المنشور…
قرر وسِيء ما قرر, أطلق رصاصة وأودعها تلك الصدور.
يا لجرأة القرار
يا لفظاعة الاستهتار
يا لقدرة البشر على نزع الفتيل من مصباح النهار.
باسم الله أطلق الرصاصة… وقال إليه المصير.